أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا”، أن الحكومة الاتحادية والسلطات المحلية في الإمارات تشجع على توفير استهلاك الطاقة وإنشاء الأبنية الخضراء.
وقال سموه، في تصريحات صحفية أمس على هامش افتتاح المبنى المستدام التابع لـ “ديوا” في منطقة القوز أكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء، إن “تطبيق أنظمة الأبنية الخضراء يعتمد على أصحاب المشاريع والملاك للمباني، وهذا النوع من الأبنية يوفر الكثير من الطاقة والمال”.
وأضاف سموه أن “مبنى منطقة القوز يمثل نموذجاً في توفير استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي، وهو نموذج نفتخر به في دولة الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة”.
ويعد مبنى الهيئة المستدام في منطقة القوز الصناعية أكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء، محققاً 98 نقطة، وفق مقياس مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة “LEED NC” للتقييم الذي يشتمل على 110 نقاط.
تلبية التوسعات
وأكد سموه، أن هيئة كهرباء ومياه دبي جاهزة وقادرة على توفير الطاقة اللازمة للمشاريع الجديدة التي تقوم الإمارة حالياً بتنفيذها أو تنوي تنفيذها على المدى القريب، مشيراً ألى أن الهيئة لديها وفر في الطاقة في الوقت الحالي يتراوح بين15 و20%. ويوجد لدى الهيئة في الوقت الحالي 3000 ميجاوات من الكهرباء و150 مليون جالون من المياه، وهو احتياطي كبير، ويكفي توسعات واحتياجات الـمشاريع الجديدة في دبي خلال السنوات الـ 5 المقبلة، بحسب ما أكده مسؤولو الهيئة أمس.
وتوقع مسؤولو الهيئة، أن تكون هناك زيادة ونمو في استهلاك الكهرباء بنسبة 4% سنوياً و2% في المياه، خلال السنوات الخمس المقبلة.
ونفى سموه، وجود أي نية لخصخصة هيئة كهرباء ومياه دبي، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعتمد على المستقبل، مؤكداً أنه إذا حدثت خصخصة للهيئة سترتفع أسعار الطاقة في الإمارة على المستهلكين، وستكون تكلفتها أكبر بشكل ملحوظ.
وحضر حفل افتتاح المبنى سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، ومعالي مطر حميد الطاير، رئيس مجلس إدارة الهيئة ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق، وأعضاء مجلس الإدارة سعيد محمد الطاير، عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي للهيئة، والنواب التنفيذيين للرئيس في الهيئة، وعدد من كبار المسؤولين في الوزارات ومدراء الدوائر الحكومية وممثلي وسائل الإعلام.
مواصفات قياسية
وقد تم استكمال بناء المبنى الجديد مع مراعاة الالتزام بمعايير الهيئة حول المباني الخضراء، حيث إن 36% من مواد بناء المبنى مصنوعة من مواد معاد تدويرها. ويتطابق المبنى الذي تبلغ تكلفة 76 مليون درهم، مع جميع المواصفات التي تنسجم مع المعايير البيئية المطبقة ضمن المباني الخضراء، فضلاً عن نظام يدير عملية التبريد، ونظام تكييف الهواء، وعدد من وحدات التهوية التي تقوم بأتمتة عمليات المراقبة للوحات التحكم للحد من استهلاك الطاقة وترشيدها”.
ويسهم المشروع الجديد بترشيد ما يزيد على 66% من الطاقة بفضل تزويد سقفه وجدرانه بعوازل إضافية، وزجاج يتميز بمقاومة عالية للحرارة يساهم في خفض استهلاك الطاقة الناتجة عن التكييف ما يساعد على التقليل من الانبعاثات الكربونية والمحافظة على البيئة، بينما تعمل مبردات المياه عالية الكفاءة على تخفيض استهلاك الطاقة.
كما يستخدم المبنى نظم الإنارة العاملة وفق تقنية الديودات (الصمامات) الباعثة للضوء (LED) التي تستهلك مستويات طاقة منخفضة، فضلاً عن نظام تحكم أتوماتيكي للإضاءة مزود بأجهزة استشعار ترصد وجود الأشخاص في الغرف لإضاءة الأنوار وإطفائها تلقائياً.
ويعتمد المبنى على استخدام الطاقة المتجددة من خلال محطة للطاقة الشمسية بقدرة 660 كيلو واط.
مكونات المبنى
من جانبه، قال سعيد الطاير: “يأتي هذا الإنجاز الصديق للبيئة انسجاماً مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت شعار (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة) بهدف تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي”.
وأشار إلى أهمية هذه المبادرة في تعزيز مكانة الإمارة كقطب عالمي للمال والأعمال والسياحة، وتماشياً مع رؤية الهيئة لتكون مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي”.
وذكر الطاير، أن الهيئة تهدف من خلال هذا المبنى المستدام إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والمحافظة على مواردنا الطبيعية الثمينة، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتكثيف جهودنا الرامية إلى حماية البيئة بغية الوصول إلى هدفنا طويل الأمد المتمثل في تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي وخلق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.
وشهد حفل الافتتاح جولة إعلامية للتعريف بمرافق المبنى الذي يضم مركز خدمات المتعاملين الـرابع عشر التابع للهيئة، والذي يوفر للمتعاملين باقة واسعة من الخدمات العالية الجودة.
كما يضم المبنى مركز اتصال خاص بالمتعاملين وقطاع المياه والهندسة ومركز التحكم والإشراف وجمع المعلومات حول شبكات المياه “سكادا”.
ويعمل ضمن المبنى الجديد نحو 1000 من موظفي الهيئة المسؤولين عن تقديم خدمات الهيئة وفق أعلى معايير الجودة العالمية، بما فيها تسجيل المتعاملين الجدد، والاستعلام عن قيمة الفواتير ودفعها، وطلب إصدار الفاتورة النهائية، وتغيير عنوان إرسال الفاتورة، ومنح شهادة براءة ذمة، وتلقي الاقتراحات والشكاوى، إضافة إلى خدمات الاستفسارات العامة.
340 ألف قدم مربعة
بدوره، قال عبدالله عبيدالله، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع المياه والهندسة المدنية في الهيئة: “يأتي المبنى الحكومي الجديد الذي يشغل مساحة طابقية تبلغ نحو 340 ألف قدم مربعة في إطار مبادرة المباني الخضراء التي أطلقتها الهيئة وبلدية دبي، والتي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في استهلاك الكهرباء والمياه.
ويوظّف المبنى المستدام خطّة متكاملة لإدارة مياه الأمطار بما يضمن إعادة تدوير المياه لاستخدامها في أغراض الري.
كما يضمن المبنى ترشيد 48% من كمية المياه المستهلكة بفضل تزويده بعدد من أجهزة التنظيم الخاصة، والصنابير التي تعمل بالاستشعار، والتركيبات والمصارف منخفضة التدفق. كما يحتوى المبنى على وحدة لمعالجة المياه تعمل على إعادة تدوير 100% من المياه العادمة.
وقد تم تخصيص ما يزيد على 20% من المساحة مساحات مفتوحة ومزروعة بالنباتات، بينما يمكن الحد من النفايات من خلال منطقة مخصصة لتجميع وتخزين المواد القابلة لإعادة التدوير يمكن الوصول إليها بسهولة تامة. ويتجاوز المبنى مؤشر مقياس ريادة التصميم في مجال الطاقة والبيئة بحوالي 20% من خلال استخلاص 28% من المواد وتصنيعها ضمن منطقة لا تتجاوز 800 كلم من المشروع.
وتعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على مراقبة جودة الهواء داخل المبنى بمساعدة أجهزة استشعار لغاز ثاني أكسيد الكربون مزودة بجهاز تنبيه، وذلك في جميع الأقسام ذات الكثافة العالية في عدد الأشخاص مثل قاعات الاجتماعات. كما تتم في الوقت ذاته معالجة الهواء الخارجي، لتزويد جميع أنحاء المبنى بتهوية أفضل.
وحرصت الهيئة على الالتزام بكافة معايير الاستدامة البيئية خلال عملية تشييد المبنى واختيار المواد المستخدمة فيه بعناية فائقة، الأمر الذي يسهم في تحقيق أهداف الهيئة والارتقاء بمكانة مشاريعها على الصعيدين المحلي والدولي.
ويحتل المبنى الجديد موقعاً استراتيجياً يربطه بعدد من المناطق الرئيسية في مدينة دبي وهو على مقربة من “محطة بنك نور الإسلامي” على الخط الأـحمر لمترو دبي، مما يسهم في الحد من معدلات التلوث. كما يوفر المبنى مواقف آمنة للدرجات الهوائيّة لنحو 5% من مستخدمي المبنى، فضلاً عن مجموعة من المواقف المخصصة لركن السيارات منخفضة الانبعاثات وعالية الكفاءة في استهلاك الوقود.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}