تُضاعف مجموعة طيران الإمارات، نسبة التوطين ثلاث مرات إلى 15% بحلول عام 2017- 2018، مقابل 5% حالياً، بحسب عبد العزيز آل علي نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في المجموعة.
وقال في حوار مع «الاتحاد» إن مجموعة طيران الإمارات نجحت في زيادة عدد المواطنين العاملين خلال الفترة من 2008 إلى 2012 بنسبة 40%. وأضاف أن المواطنين يشكلون 26% من المناصب القيادية في المجموعة، و12% في مجال القطاع الهندسي ونحو 5% من إجمالي عدد العاملين.
وأكد أن طيران الإمارات لديها من الكوادر المواطنة، التي تستطيع إدارة دفة العمل في المجموعة في غضون سنوات قليلة، وكشف أن الإدارة التنفيذية لمجموعة طيران الإمارات وشركاتها التابعة ستكون إماراتية 100% خلال خمس سنوات.
وقال: تمثل قضية التوطين جوهر استراتيجية مجموعة طيران الإمارات، ومن هنا اتخذت المجموعة برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة قرارا استراتيجيا بتخصيص ميزانية مفتوحة لتأهيل وتدريب المواطنين للاندماج في مختلف أنشطة وأعمال المجموعة.
وأفاد آل علي بأن مجموعة طيران استثمرت خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 600 مليون درهم على برامج التوطين، لافتا إلى أن ميزانية التوطين في العام المالي الجاري، الذي بدأ في أول أبريل، وصلت إلى 97 مليون درهم، مقابل 65 مليون في العام الماضي.
وقال «يحظى 2300 مواطن من العاملين في المجموعة بدعم مستمر من إدارة توظيف وتطوير المواطنين، التي تضم فريقاً مكوناً من 37 شخصاً، وتوفر برامج تدريبية مكثفة».
استقطاب المواطنين
وأضاف «تبذل إدارة توظيف وتطوير المواطنين في مجموعة الإمارات جهوداً متواصلة على مدار العام لاستقطاب المواطنين للعمل فيها، بما في ذلك تنفيذ عروض جوالة، والقيام بزيارات منتظمة إلى المدارس والجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى، ودعوة الطلاب إلى المشاركة في برامج التدريب الصيفية، والمشاركة بفعالية في معارض التوظيف».
وبين أن إدارة توظيف وتطوير المواطنين تقوم بتوفير دعم مستمر لهم لتطوير مسيرتهم المهنية، وتزويدهم بمختلف الوسائل الضرورية لتحقيق طموحاتهم في هذا المجال، وإلى جانب ذلك وفرت الإدارة منصة داخلية استراتيجية تسمى «رحلتي» تتناول الكيفية التي تقوم بها المجموعة باستقطاب وتدريب وتأهيل المواطنين.
وأوضح أن الوظائف التي يقبل عليها مواطنو دولة الإمارات، بخلاف الوظائف القيادية، قطاعات ووظائف القسم الهندسي والذي يوفر برامج تدريب مكثفة لمواطني دولة الإمارات لتأهيلهم كمهندسين مرخصين. وأضاف أنه تم حتى الآن تخرج حوالي 400 مهندس ومهندسة من أبناء الدولة عبر برنامج الإمارات للتدريب الهندسي، وهم يعملون الآن في صيانة وإصلاح الطائرات.
ولفت إلى أن مجموعة الإمارات ترتبط بعلاقات شراكة وثيقة مع مؤسسات عالمية رائدة لضمان تمتع المديرين المواطنين ببرامج تدريب وتأهيل طبقاً لأرفع المعايير العالمية، منها علاقة التعاون مع شركة «رولز رويس» في مركز التعليم والتأهيل المهني المخصص حصرياً لمواطني دولة الإمارات والذي يتولى تعليمهم تقنيات ومهارات حيوية تتراوح بين إدارة الموارد وكيفية بناء فريق فعال والعلوم المالية واستراتيجيات الناقلة الجوية ومبادئ التنافسية والتسويق.
وذكر أن الوظائف الأكثر إقبالا من الموطنين تشمل الطيارين، مؤكدا أن برنامج تدريب وتأهيل الطيارين المواطنين يواصل نجاحه منذ تدشينه عام 1992. ونوه بأنه تخرج من البرنامج أكثر من 226 مواطناً ومواطنة كطيارين تجاريين يتولون قيادة طائرات الإمارات من طرازات بوينج وإيرباص بما فيها طائرات الإيرباص ايه 380، إلى مختلف الوجهات ضمن شبكة خطوط الناقلة.
وأضاف «يشارك حالياً 200 من مواطني الإمارات في البرامج التدريبية للطيارين في كلية الإمارات للتدريب وفي مدرسة تدريب الطيارين في إسبانيا».
30 ألف طلب توظيف
وقال آل علي «يتقدم لطيران الإمارات سنويا ما لا يقل عن 30 ألف طلب توظيف من أنحاء العالم، وهو يعكس مدى الرغبة في الالتحاق بطيران الإمارات، والأولوية لأبناء الوطن، باعتبارها شركة وطنية، وعليها دور وطني ومسؤولية اجتماعية تجاه أبناء هذا الوطن، وهو ما تؤكد عليه قيادة الشركة كل يوم، من خلال ميزانية لبرامج التأهيل والتدريب للمواطنين».
وأشار إلى أن مجموعة طيران الإمارات تستثمر في إعداد وتأهيل المواطن لمهنة «طيار» من لحظة التحاقه بأول برنامج حتى دخوله سوق العمل فعليا نحو 1٫2 مليون درهم، وفي مهن أخرى تصل التكاليف إلى حوالي 200 ألف درهم. وبين آل علي أن من بين القضايا الشائكة التي تواجهها الشركة في مجال التوطين، النقص الشديد في التأهيل المهني، وعدم تناسب المخرجات الجامعية مع متطلبات العمل، حيث تركز العمليات التعليمية على الجوانب النظرية.
ونوه بمساعي مجموعة طيران الإمارات، مع المؤسسات التعليمية، والمعنية بالتوطين مثل «أبشر» و«تنمية» لوضع حلول وخطط إستراتيجية تلبي متطلبات العمل، ومن خلال الدمج بين الدراسة النظرية والتدريب العملي.
وذكر أنه يعمل في الشركة حاليا 226 طيارا مواطنا، إلى جانب 200 طيار متدرب، وفي مراحل مختلفة.
ونوه بأن اهتمام الناقلة بالعنصر البشري، تعكسه استثمارها في تأسيس «أكاديمية الإمارات للطيران» والتي يجري تشييدها في دبي ورلد سنترال، ضمن مطار آل مكتوم، ومن المقرر افتتاحها في العام المقبل 2014.
التسرب من التأهيل والتدريب أهم تحديات التوطين
يرى آل علي أن نشاط الطيران يحتاج إلى وقت للتوطين، وقال «القضية هنا ليست في العدد بقدر وجود أشخاص يتقبلون ثقافة ونظام العمل في مجال النقل الجوي».
وبين أنه رغم كل الجهود المبذولة في مجال التوطين، إلا أن النتائج لا تتناسب مع دور قطاع الطيران في الاقتصاد الوطني، ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، والتي تصل إلى 26%.
وأشار إلى أن من بين معوقات التوطين في مجال الطيران، عدم وجود الكوادر المؤهلة، والتسرب في المراحل الأولى من التأهيل والتدريب، بخلاف عدم رغبة البعض في مجال الطيران، نظرا لطبيعته الخاصة، خصوصا نظام الدوام المسائي والليلي، بخلاف ثقافة عدم الالتحاق بوظائف طواقم الضيافة على الطائرة، رغم كثافة العمل بهذا المجال والذي يوفر 17 ألف وظيفة حتى الآن، فالكثيرين يرفضون العمل بهذه الوظائف بدعوى أنهم «خدم». وقال آل علي إنه تمت دراسة هذه المعوقات والعوامل الطاردة للتوطين، والبحث عن حلول لها، إلى جانب القيام بحملات توعية، بين الشباب في الجامعات والمدارس، وتقديم بعض التسهيلات والحوافز، بينها استبعاد عمل ورديات العمل الليلي للإناث، وزيادة الحوافز المالية للمواطنين. وأضاف «أسهم ذلك في استقطاب العديد من الشباب والشابات من أبناء الوطن، خصوصا مع زيادة البرامج التأهيلية لتناسب جميع المستويات التعليمية».
وأفاد بأنه يجري التركيز هذا العام على دعوة المواطنين للانضمام إلى الوظائف الإشرافية ضمن أطقم الخدمات الجوية، منوها بأن المواطنين الذين يعملون في هذا المجال سيكونون بمثابة سفراء للثقافة الإماراتية في الأجواء. وأوضح أن دور هؤلاء العاملين لا يقتصر على الخدمة وإنما يلعبون دوراً حيوياً في مجال الأمان والسلامة، كما أن العمل ضمن أطقم الخدمات الجوية يتضمن فرصاً مهنية واعدة للترقي، حيث يحظى المتفوقون منهم بفرص الترقية للعمل في المقر الرئيسي للمجموعة كمدراء أطقم.
وأضاف أن المساعي مستمرة لزيادة الوعي للعمل بجميع قطاعات النقل الجوي، بما في ذلك طواقم الضيافة، وهو ما نجحت فيه دول خليجية مجاورة. وقال «إنه ليس من المقبول وجود 17 ألف وظيفة ضيافة بالمجموعة، تضم 50 مواطنا، وذلك لأسباب ثقافية اجتماعية، وهو ما يحتاج لتوعية وتثقيف كبيرين، وهو ما نعمل عليه في مختلف المؤسسات».
ونوه بأن العمل في الضيافة يتيح فرصا لا تتاح لأي مواطن في أي عمل آخر، بينها الزيارات لجميع دول العالم، بخلاف المزايا المادية. وأوضح عبد العزيز آل علي أنه رغم كل التحديات تظل قضية التوطين منهج استراتيجي لطيران الإمارات، ولهذا تم وضع خطة خمسية من العام المالي الجاري وحتى 2018، تستهدف الوصول بتوطين حقيقي بنسبة لا تقل عن 15%.
وأضاف أن هذه السنوات الخمس ستشهد توسعات ضخمة للشركة، من خلال زيادة حجم الأسطول وعدد الوجهات التي ستخدمها الناقلة، مشيرا إلى أن توسعات الشركة تستوعب جميع الفئات من المواطنين وغير المواطنين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}