تبحث طيران الامارات عن مزيد من الشراكات الاستراتيجية وخاصة في السوق الاميركي على غرار شراكتها مع كوانتاس بهدف تعزيز وتوسيع حضورها في هذا السوق الكبير.
واشار تقرير لمركز آسيا الهادئ للطيران ان الناقلة الوطنية وبعد اتفاقيتها الناجحة مع كوانتاس تجري حاليا محادثات مع اميركان اير لاينز برغم ارتباط الاخيرة باتفاقية رمز مشترك مع الاتحاد للطيران ووجود الخطوط القطرية ضمن اتحاد ون وورلد الذي تقوده الشركة الاميركية موضحا انه وفي حال نجحت طيران الامارات في هذه الخطوط فانها ستعمل على اعادة تشكيل سوق الطيران الاميركي من عدة وجوه.
تأثير
ويوضح التقرير ان شركات الطيران الخليجية وفي مقدمتها طيران الامارات احدث تأثيرا كبيرا في السوق الاوروبي وخاصة في الوجهات الطويلة في حين سيكون التأثير في السوق الاميركي اكثر عمقا وخاصة فيما يتعلق بالتحالفات التجارية التقليدية التي تعني ان مثل هذه الاتفاقية ستتجاوز الحدود المتقدمة لهذه التحالفات.
ولعل ما يثر الاهتمام ان طيران الامارات تعد اليوم اكبر ناقلة في العالم للوجهات الطويلة مع هامش مريح عن اقرب منافستها وهي ريان اير وايزي جيت ولوفتهانزا بفضل تنوع محطاتها العالمية البعيدة. وتتربع طيران الامارات على صدارة شركات الطيران من حيث السعة المقعدية الاسبوعية تليها يونايتد ثم لوفتهانزا والخطوط الجوية البريطانية.
وقال التقير ان هذه الصدارة الاماراتية تحققت من خلال امتلاك طيران الامارات لاسطول حديث ومتنوع من الطائرات عريضة البدن يتألف من 32 طائرة من طراز ايرباص 380 العملاقة واكثر من 125 طائرة من طراز بوينغ 777 للوجهات البعيدة.
طلبية
وقال التقرير ان هناك طلبية مستقبلية تتألف من 191 طائرة تتسلمها طيران الامارات خلال السنوات المقبلة تتألف من 58 طائرة ايه 380 و70 طائرة ايه 350 و63 طائرة بوينغ 777 وهذا يعني ان الناقلة ستتسلم طائرتين او ثلاثا كل شهر خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبفضل امتلاكها هذا الاسطول المتنوع والشبكة العالمية من المحطات التي تغطي مختلف قارات العالم والاتفاقية التاريخية مع كوانتاس باتت الناقلة تمتلك حضورا كبيرا وخاصة في استراليا وهو سوق حيوي لمختلف شركات الطيران في العالم حيث تتمتع عدة شركات طيران هناك بالحرية السادسة في الطيران اي اكثر من 100 طائرة عريضة البدن تدخل هذا السوق اسبوعيا في حين توفر طيران الامارات اكثر من 11 الف مقعد الى ذلك السوق.
ومكنت هذه الامكانات الكبيرة للناقلة من تحويل دبي الى مركز عالمي للطيران وباتت اليوم تستقبل سياحا اكثر من الهند مستفيدة من موقع الامارة الاستراتيجي وزيادة قدرة طيران الامارات على الوصول الى المزيد من الوجهات العالمية التي تناهز اليوم اكثر من 120 مدينة حول العالم وجميعها مخدومة برحلات مباشرة دون توقف انطلاقا من دبي الامر الذي يسمح بتدفق المزيد من السياح بين شبه القارة الهندية في جنوب آسيا واوروبا مثلا وهذا المثال قد ينطبق على السوق الاميركي في حال نجحت الناقلة في الوصول الى اتفاقية هناك.
ربط
واكد التقرير انه ورغم الاختلاف الجغرافي عن اوروبا بالنسبة لطيران الامارات الا ان ربط السياح من شبه القارة الهندية مع الولايات المتحدة سيكون له الاثر الكبير في هذا السوق بالنظر الى المزايا العديدة التي توفرها محطة دبي لهؤلاء السياح الذين سيفضلون طيران الامارات عبر دبي مقارنة مع السفر مثلا من شنغهاي الى نيويورك بفضل القيمة التنافسية كما ان ركاب هوشي منه في فيتنام الى نيويورك سيجدون طيران الامارات عبر دبي اكثر ملاءمة وقيمة مقارنة مع الخطوط الاخرى سواء من حيث جودة الخدمات على الطائرات او تعدد الرحلات او الشبكة العالمية للناقلة وحتى الاسعار.
وبالنسبة الى بانكوك حيث تطير الامارات هناك 5 رحلات يوميا او سنغافورة بـ3 رحلات يوميا من دبي دون توقف فان نقل المسافرين من هاتين المدينتين الى نيويورك عبر دبي بـ3 رحلات يوميا الى التفاحة الكبيرة سيشكل فرقا كبيرا بالنسبة لرجال الاعمال والسياح عبر الدرجتين الاولى والاعمال بفضل الخدمة العالية التي تشتهر بها طيران الامارات اضافة الى شبكتها القوية هناك مقارنة مع نظيراتها في الشرق الاوسط.
ويقول التقرير انه ولتحقيق ذلك يتوجب على طيران الامارات تعزيز شراكاتها في السوق الاميركي واتفاقيات الرمز المشترك الامر الذي يسمح لها بتغذية شبكتها من قبل طرف ثالث والخيار الثاني هو التوسع ذاتيا في هذا السوق من خلال افتتاح المزيد من الوجهات.
وبالنظر الى اقتناع شركات الطيران الاوروبية والاسترالية والافريقية يعدم جدوى المنافسة مع شركات الطيران الخليجي فان الخيار المطروح امامها هو "اذا لم تستطع هزيمتها شاركتها" وهذا ما كان بالنسبة لكوانتاس واير فرانس مع الاتحاد وغيرها.
وعموما فان العمل مع طيران الامارات يوفر خيارات عالية بالنسبة لشركات الطيران الاخرى وخاصة بالنسبة للشركات الاميركية التي يعاني بعضها من صعوبات مالية تحول دون التوسع والنمو وبعضها في طور الافلاس.
ومع اعلان طيران الامارات انها ستبدأ بتسيير رحلات الى نيويورك عبر ميلان الايطالية اعتبارا من اكتوبر المقبل باستخدام طائرة بوينغ 777 تكون طيران الامارات قد بدأت فعليا اعادة تشكيل هذا السوق.
ويقول رئيس الناقلة تيم كلارك عن هذه الخطوة ان الشركة كانت تراقب هذا الخط من فترة لدراسة جدواه الاقتصادية ورأينا وجود حركة سفر نشطة ولكن غير مخدومة بشكل ملائم وهذا يشكل فرصة لنا في طيران الامارات التي تمتاز بجودة خدماتها للعمل في هذا الخط ونتوقع زيادة الطلب بشكل جيد مع بدء رحلات الشركة خلال هذا العام وخاصة ان الشركة تمتلك اتفاقية مع جيت بلو في اميركا وشريكها الاوروبي هو ايزي جيت وهما سيعملان على تغذية رحلاتها بشكل جيد في كلا الاتجاهين.
تحديات تواجه التوسع
هناك بعض العقبات ما زالت تواجه طيران الامارات في توسعها ولعل ابرز هذه التحديات تتمثل في سياسات الحماية التي تفرضها بعض الدول ومثال على ذلك في كندا والنمسا اللتين تمنعان طيران الامارات من زيادة رحلاتها هناك ومؤخرا رفضت النمسا طلب طيران الامارات تشغيل طائرة ايه 380 على خط دبي فيينا.
لكن طيران الامارات ورغم هذه التحديات ماضية في خطط النمو والتوسع بفضل شراكاتها التي بدأت تعد تشكيل اسواق الطيران والتحالفات التجارية فيه وهي تمتلك اليوم شبكة واسعة من وجهات الطائرة ايه
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}