توقعت اوساط مسؤولة في قطاع السياحة والسفر الكويتي ان يتجاوز اجمالي حجم مبيعات سوق النقل الجوي الكويتي خلال العام الجاري حاجز الـ 300 مليون دينار، مشيرة الى انه من المرجح ان تصل نسبة الكويتيين المسافرين خلال الصيف المقبل %60 من مجمل تعداد الكويتيين، وان ترتفع الميزانيات المخصصة للسفر من قبل الكويتيين بنسبة تتجاوز الــ %50.
واوضحت ان السائح الكويتي في مقدمة قائمة السائحين الاعلى انفاقا في العالم بكلفة وسطية للرحلة تبلغ 7 آلاف دولار، لذا فهو محط اهتمام كثير من الدول، حيث ينفق اربعة اضعاف ما ينفقه السائح الاوروبي.
ووفق كشوف الادارة العامة للطيران المدني فإن اعداد مكاتب السياحة والسفر العاملة في السوق الكويتي بلغت 305 مكاتب، كما ان هناك 65 شركة طيران تعمل في السوق المحلي.
دعم معنوي
وقال رئيس مجلس ادارة اتحاد مكاتب السياحة والسفر خالد الحمد، ان قطاع السياحة والسفر من القطاعات الحيوية المهمة التي تحتاج الى دعم حكومي معنوي، من خلال تطبيق القوانين التي تساعد على نمو هذا القطاع وتنظم العمل فيه، وتحد من الممارسات غير القانونية وغير المسؤولة، وكذلك من الاعلانات الوهمية وانتشار المكاتب غير المرخصة والباعة المتجولين.
واشار الحمد الى ان سوق السياحة والسفر الكويتي يتطور بشكل سريع جدا، وان نسب النمو فيه اسرع بكثير من الامكانات المتاحة والمتوافرة، فأعداد المسافرين في ازدياد كبير والازدحام في المطار شديد جداً، حتى وصلنا الى مرحلة لم نعد معها قادرين على تلبية احتياجات الاعداد المتزايدة من المسافرين.
وأوضح أن أعداد مكاتب السياحة والسفر العاملة في السوق الكويتي بلغت 305 مكاتب، إضافة الى عشرات المكاتب المتخصصة بحجز الفنادق والمصحات العلاجية، والتي مع الأسف نجد أن الكثير منها حاد عن مهمته الأساسية ويعمل على إصدار تذاكر السفر من دون ترخيص يسمح لها بمزاولة هذا النشاط، للتهرب من الالتزامات المترتبة على مكاتب السياحة والسفر والكفالات البنكية المطلوبة التي تتراوح بين 75 إلى 200 ألف دينار وقد تصل إلى 400 ألف دينار في بعض الأحيان.
وتابع: «يجب محاربة هذه الظاهرة السلبية وعلى جهات الاشراف والمراقبة القيام بدورها ومسؤوليتها لإغلاق المكاتب المخالفة لتنظيم سوق السياحة والسفر وحماية جمهور المسافرين. ونحن ندعو جميع المسافرين إلى ضرورة طلب إيصال بالمبلغ المدفوع من جميع المكاتب التي يتم التعامل معها، لكي لا يتعرضوا إلى أي عملية احتيال ولضمان جميع حقوقهم».
وحول كيفية التفريق بين المكاتب المرخصة لاصدار التذاكر وغير المرخصة، بين الحمد انه تم اخيرا الاتفاق مع الجهات المنظمة لسوق النقل الجوي على وضع ملصقات خاصة تحمل شعار الطيران المدني على المكاتب المرخصة والمؤهلة لإصدار تذاكر السفر.
وأوضح الحمد أن معدل تغيير الحجوزات في الكويت عال جدا وهو من أعلى المعدلات العالمية، حيث تتجاوز نسبة تغيير الحجوزات على نظام الحجز العالمي الــ%50.
وبسؤاله عن أسعار التذاكر، قال إنه على الرغم من أن كل شيء ارتفعت قيمته خلال السنوات القليلة الماضية، إلا اننا بالمقابل نجد أن أسعار تذاكر الطيران على العكس من ذلك انخفضت أسعارها بنسبة وصلت إلى %100، فعلى سبيل المثال قبل عدة سنوات كانت قيمة تذكرة كويت - دبي تصل إلى 120 دينارا، واليوم هي بحدود 50 إلى 60 ديناراً فقط.
وبين الحمد ان جميع المؤشرات تشير إلى أن تركيا ستكون في صدارة محطات ووجهات الكويتيين خلال موسم السفر المقبل، فالكثير من الكويتيين يسافرون إلى تركيا حاليا إما للسياحة أو الاستثمار.
وقال إن الخارطة السياحية للكويتيين خلال موسم السفر المقبل، وبعد أحداث الربيع العربي، ستشهد دخول محطات ووجهات سفر جديدة هي دول أوروبا الشرقية التي بدأت بعض العائلات الكويتية خصوصا المتوسطة الدخل وذات الاعداد الكبيرة في افرادها التوجه إليها، كونها دولا تتميز بالطبيعة الخلابة والأجواء الباردة، اضافة الى اعتدال أسعارها بالمقارنة مع دول أوروبية اخرى.
وحول إن كان الحجز عن طريق المواقع الالكترونية قد ألغى دور مكاتب السياحة والسفر واثر عليها سلبا، قال الحمد: «على العكس من ذلك تماما فالحجز عن طريق الانترنت خدم مكاتب السياحة والسفر ولم يضرها، فاليوم اصبح المسافر أكثر وعيا وجميع المعلومات المطلوبة متاحة أمامه على الانترنت، وهو ما يوفر كثيرا من الوقت والجهد على مكاتب السياحة».
وبين ان مكاتب السياحة والسفر تقدم خدمات عديدة ومختلفة لعملائها لا يمكن الحصول عليها من خلال الانترنت. وان عملية الحجز عن طريق الانترنت هي عملية شراء فوري للتذكرة، بينما مكاتب السياحة والسفر تعطيك الفرصة وامكانية الحجز حتى قبل السفر، إضافة إلى ميزة تغيير وإلغاء وإصدار تذكرة اخرى بديلة دون رسوم إضافية.
وتابع: «الحديث عن أن الانترنت ألغى دور مكاتب السياحة والسفر مردود عليه، فقبل عدة سنوات كانت أعداد مكاتب السياحة في الكويت بحدود 160 مكتباً واليوم هي أكثر من 300 مكتب، فلا يمكن لأحد أن يلغي دور الآخر فهما مكملان لبعضهما. ومكاتب السياحة والسفر دورها قائم على تقديم خدمة للمسافرين، والناس بطبيعة الحال يحبون الحصول على الخدمة، فمن منا لا يحب ان يخدم وان تقدم له خدمة مميزة. وفي النهاية نقول لمن يستكثر على مكاتب السياحة والسفر دفع عمولة لا تتجاوز الـ 10 دنانير أن يعتبرها بمنزلة تأمين، فهذه المكاتب وجدت لتحمي المسافر من الكثير من المشاكل التي هو في غنى عنها وقد تواجهه مع شركات الطيران».
وحول نسب الحجوزات التي تتم عبر الإنترنت أو من خلال المكاتب، قال الحمد: من الصعب جداً تحديدها فهي متداخلة، فكثير من مكاتب السفر تقوم بالحجز عن طريق الإنترنت خصوصاً على الشركات المنخفضة التكاليف.
معدل الإنفاق
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة بودي للطيران منذر ناجيا، إن الكويتيين من الشعوب المحبة للسفر والترفيه وان معدل إنفاق الأسرة الكويتية الصغيرة على رحلة قصيرة يتراوح بين 1500 إلى 2000 دينار، حيث يعتبر هذا الرقم من أعلى المعدلات العالمية. كما ان %70 من الرحلات موجهة نحو سياحة الترفيه والنسبة المتبقية هي لسياحة الأعمال.
وأشار إلى أن موسم السفر المقبل يختلف عن المواسم السابقة كونه سيكون مقسما على موسمين: الأول يبدأ من 10 يونيو ولغاية 10 يوليو، أما الموسم الثاني فيبدأ من 10 أغسطس ولغاية 15 سبتمبر، لافتاً إلى أن جميع المؤشرات تشير إلى أن القسم الثاني من موسم السفر الذي يبدأ بعد شهر رمضان سيكون هو الأقوى كون فترة الإجازة أطول من الموسم الأول، فكثير من العائلات فضلت وضع حجوزاتها بعد شهر رمضان.
وبين ان موسم السفر المقبل سيشهد سفر نسبة كبيرة من الكويتيين، وأنه من خلال متابعة الحجوزات نجد أن تركيا تحتل مركز الصدارة كوجهة أولى للكويتيين خلال الموسم المقبل، متوقعاً أن تبدأ الخطوط الجوية التركية مع بداية شهر يونيو بتسيير 5 رحلات يومية بين الكويت واسطنبول.
وأشار إلى أن السياحة في بعض العواصم العربية ما زالت متأثرة بأحداث الربيع العربي وان السائح الكويتي استبعد هذه العواصم من خارطته السياحية لهذا العام، وفضل عليها محطات أخرى. كما أن نسبة الحجوزات على بيروت تراجعت بشكل كبير وتأثرت من هذه الاحداث وحالة عدم الاستقرار، فطلب بعض الدول من مواطنيها التوقيع على ان السفر الى لبنان يكون على مسؤوليتهم الخاصة اضر واثر كثيراً في هذه الوجهة.
واوضح ان القسم الاول من موسم السفر المقبل سيشهد اقبالاً اكبر على المحطات القريبة، اما الموسم الثاني فنجد هناك حجوزات اكبر على اوروبا وفي مقدمتها لندن وألمانيا.
وتابع: من الملاحظ خلال موسم السفر المقبل بأن هناك وجهات سفر جديدة وضعت على خارطة السائح الكويتي وهي دول اوروبا الشرقية وتحديداً سراييفو ورومانيا وبلغاريا.
وعن اسعار التذاكر، قال ناجيا ان موسم السفر عادة ما يشهد ارتفاعاً في اسعار التذاكر، فغالبية شركات الطيران ترتفع اسعار تذاكرها، لذلك دائما ما ننصح المسافرين بضرورة الحجز المبكر ليضمنوا افضل الاسعار.
ارتفاع الميزانيات
ومن جهته، قال مدير عام شركة سفريات مساعد الصالح كمال كبشه، انه من خلال متابعة الحجوزات خلال الفترة الحالية، نلاحظ ان هناك ارتفاعاً كبيراً في الميزانيات الموضوعة من قبل السائح الكويتي والمخصصة للسفر بنسبة تصل الى %50.
واشار الى ان السائح الكويتي والسعودي والاماراتي هم في مقدمة قائمة السياح الاعلى انفاقاً في العالم بكلفة وسطية للرحلة تبلغ 7 آلاف دولار ومن ورائهم يأتي الاستراليون بكلفة 4 آلاف دولار، مبيناً ان معدل انفاق السائح الكويتي هو 4 اضعاف السائح الاوروبي، لذلك نجد ان السائح الكويتي هو محط اهتمام كثير من الدول السياحية التي تحرص على جذبه.
واوضح كبشه انه من المتوقع ان تبلغ نسبة الكويتيين الذين يفكرون بالسفر %60 من مجمل تعداد الكويتيين، مبيناً ان معظم السياح الكويتيين يفضلون فنادق الخمس نجوم، وان %75 من الكويتيين يفضلون السفر على الدرجة السياحية ويفضلون الرحلات القصيرة، كما ان %60 من المسافرين في الكويت يختارون الطيران منخفض التكاليف.
واوضح كبشه ان حجم السياحة العالمية زاد بنسبة %4 خلال عام 2012 حيث هناك اكثر من مليار سائح، وانه من المتوقع ان يزداد هذا العدد خلال عام 2013 بنسبة %6.
وبين انه من خلال متابعة الحجوزات الحالية فجميع المعطيات تظهر ان الامارات تشهد نمواً كبيراً في اعداد الزوار المعنيين في سياحة الاعمال وتنظيم الفعاليات.
وقال كبشه: نحن بصدد مواجهة ازمة حجوزات خلال موسم السفر المقبل، خصوصاً في القسم الثاني منه، والذي يبدأ بعد شهر رمضان، فالحجوزات خلال هذه الفترة كبيرة جداً والكثير من شركات الطيران وفي مقدمتها الاماراتية والتركية وفلاي دبي بدأت تستعد لهذه المرحلة عبر تسيير رحلات اضافية.
وعن وجهات السفر الأولى للكويتيين خلال هذا العام قال كبشه انها تشمل تركيا ودبي، فهما بالمقدمة، ومن ورائهما اميركا وتايلند وفرنسا، كما انه من الملاحظ دخول محطات جديدة بدأت تفضلها عائلات كثيرة من العائلات الكويتية في مقدمتها بعض دول اوروبا الشرقية، مثل البوسنة وسراييفو وبلغاريا ورومانيا.
واضاف ان تركيا نجحت في استقطاب السياح اليها ووفرت لهم كل ما يحتاجون اليه، وهي تسعى الى استقطاب المزيد من الفعاليات الخاصة بسياحة الاعمال، وبدأت بتقديم الحوافز المطلوبة من خلال دعم مشاريع طموحة، حيث اطلقت أخيراً مراكز حصرية متكاملة لاستضافة مؤتمرات وفعاليات مختلفة..
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: