أكملت موانئ دبي العالمية استعداداتها لتدشين المرحلة الأولى من ميناء «لندن غيتواي»، المتوقع افتتاحه أكتوبر المقبل، الذي ستصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 1.6 مليون حاوية نمطية.
ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، موقع الميناء، اليوم، لتفقد آخر التطورات والاستعدادات المنجزة في المشروع، وإلقاء كلمة حول أهمية المشروع، ودوره البارز في إثراء الحركة التجارية والملاحية في المملكة المتحدة.
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية، محمد شرف، إن «ميناء (لندن غيتواي) استكمل استعداداته لتدشين المرحلة الأولى، والمتوقع أن يتم افتتاحها في الربع الأخير من العام الجاري».
وبين أن «الميناء والمجمع اللوجستي الملحق به، يعدان بوابة بريطانيا الجديدة للتجارة العالمية، إذ سيتمكن المستوردون والمصدّرون، من جميع أنحاء البلاد، من خفض تكاليف سلسلة التوريد الخاصة بهم بشكل كبير من خلال اختيار (لندن غيتواي)، الميناء الأقرب إلى مقصد البضائع».
وأشار شرف إلى أن «موانئ دبي العالمية تستثمر ملايين الجنيهات في الطرقات المحلية، بما في ذلك (إيه 13) والطريق السريع (إم 25)، فضلاً عن بناء 20 كيلومتراً من السكك الحديدية الجديدة لضمان نقل أكثر من 30٪ من الحاويات عبر القطارات».
وأوضح أن «المرحلة الأولى تتضمن إنشاء رصيف الميناء بطول يتجاوز 1.2 كيلومتر، وتضم ثلاثة مراسٍ، فيما تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 1.6 مليون حاوية نمطية، على أن يصل إجمالي حجم الطاقة الاستيعابية عند انتهاء المشروع إلى نحو 3.5 ملايين حاوية نمطية، وذلك تلبية للحاجة الملحة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية في محطات الحاويات في المملكة المتحدة».
ولفت شرف إلى أن «(لندن غيتواي) يحتل أهمية حيوية بالنسبة للاقتصاد البريطاني، لاسيما أنه سيكون أكثر الموانئ تقدماً في العالم من حيث الفعالية والتقنية، وسيكون ميناء رئيساً عميق المياه، إذ يعد أول ميناء حاويات بمياه عميقة في المملكة المتحدة، وسيغير من الطريقة التي يتم من خلالها نقل السلع الاستهلاكية في أرجاء بريطانيا، من خلال إرسال السلع من دون الحاجة إلى استخدام شاحنات لقطرها لمراكز التوزيع التي غالباً ما تكون واقعة على بعد مئات الأميال».
وبفضل المجمع اللوجستي في «لندن غيتواي»، الذي يتبع الميناء ومحطة القطارات، ستتعزز حركة الربط، وتزيد فعالية نقل البضائع، حيث سيتم ترتيبها ومن ثم إرسالها إلى المحال مباشرة.
وسيجمع الميناء بين كونه مرفقاً بحرياً رئيساً، وبين أكبر مجمع لوجستي في أوروبا، إذ يغطي مساحة 9.5 ملايين قدم مربعة للتوزيع والتصنيع والقطاعات عالية التقنية، وسيضم المجمع اللوجستي وحدات مستقلة تزيد مساحتها على المليون قدم مربعة، ومن خلال دمج الميناء والمجمع سيتيح «لندن غيتواي» للعلامات التجارية العالمية فرصة للتخلي عن طرق التوزيع التقليدية، والاستعاضة عنها بوسائل توزيع أكثر فعالية وصديقة للبيئة.
ويتطلب ميناء حاويات عميق المياه وعالمي المستوى، مثل «لندن غيتواي»، مجموعة من الرافعات عالمية المستوى، ستكون العمود الفقري للعمليات، خصوصاً أنها ستكون الأكبر والأحدث، والأكثر كفاءة في المملكة المتحدة على الإطلاق.
وسيتم تشغيل الرافعات على جدار جديد للرصيف يبلغ طوله 2.7 كيلومتر، ويصل عمق أساساته إلى 16 طابقاً تحت الأرض، بعمق 50 متراً، إذ بني «لندن غيتواي» على أرض جديدة، تم ردم مساحات جديدة لها من عمليات تجريف قناة الشحن القائمة.
ويبلغ طول الرافعات، التي تعد أطول من عجلة «لندن آي»، 138 متراً بحد أقصى، بحيث يمكن للعجلة أن تدور تحتها بيسر تام من شدة ارتفاعها، كما أن الرافعات، التي يزن كل منها 2000 طن، أطول من قوس استاد ويمبلي، وهي الأولى من نوعها في لندن القادرة على رفع أربع حاويات دفعة واحدة، ما يؤهل الميناء لمناولة أكبر السفن في العالم بطريقة أكثر كفاءة في المستقبل.
ويعمل حالياً أكثر من 2300 شخص في المراحل الأخيرة من مشروع بناء الميناء الأكثر تطوراً من الناحية التقنية في العالم، إضافة إلى المئات ممن يعملون في الكواليس، ومن المتوقع أن يوفر «لندن غيتواي» 36 ألف فرصة عمل عند اكتماله، تشمل 2000 وظيفة مباشرة في الميناء، 10 آلاف وظيفة في المجمع اللوجستي، وأكثر من 24 ألف وظيفة في قطاع سلسلة التوريد.
يشار إلى أنه في مارس 2013 رست في ميناء «لندن غيتواي» سفينة تقــل على متنها ثلاث رافعات عملاقة تم شحنهــا من الصين في رحلة استغرقت شهرين، وخلال مايو الماضي وصلت رافعتان إضافيتان، على أن يتم تسليم 19 رافعة إضافية خلال الأعــوام المقبلـة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}