قال محمد الخاجة نائب الرئيس الأول لدائرة السلامة والمعايير بطيران الإمارات إن العام 2012 كان أقل الأعوام من حيث حوادث الطيران خلال 10 سنوات، على الرغم من أن عدد المسافرين تجاوز 3 مليارات مسافر في ،2012 عبر 37،5 مليون رحلة، أي بمعدل 102،7 ألف رحلة يومياً، وبواقع 8،22 مليون مسافر يومياً .
وأضاف الخاجة خلال ندوة بعنوان “السموات الأمنة ومزايا السفر بالطائرة” التي عقدت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أنه بحسب البيانات الصادرة عن منظمات الطيران العالمية فإن حوادث الطائرات تمثل نسبة لا تتجاوز 0،0003% من وفيات حوادث السيارات حول العالم، الأمر الذي يؤكد سلامة السفر بالطائرات، رغم حالة “التهويل” و”التضخيم” الإعلامي لحوادث الطائرات .
قدم الندوة إبراهيم الهاشمي، وبمشاركة المهندس محمد جعفر نائب الرئيس الأول للهندسة والصيانة بطيران الإمارات، وكابتن أحمد الشامسي نائب الرئيس الأول للجودة والعمليات الجوية بالناقلة، وبحضور عدد من كبير من الشخصيات العامة وأعضاء ندوة الثقافة والعلوم .
وقال الخاجة إن العام ،2012 جاء الأقل في كوارث الطيران خلال السنوات العشر الأخيرة بين 2003 و،2012 حيث انخفضت حالات الوفاة من 773 حالة في 2011 إلى 414 حالة العام الماضي، في حين وصل عدد الوفيات في حوادث المرور خلال العام 2012 إلى أكثر من 1،23 مليون حالة وفاة، الأمر الذي يشير إلى ضآلة نسبة الوفيات بحوادث الطيران مقارنة بنسبة الوفيات في حوادث السيارات .
وأوضح نائب الرئيس الأول لدائرة السلامة والمعايير بطيران الإمارات أن البيانات الصادرة عن منظمات الطيران المدني، أن عدد حوادث الطيران عالمياً بلغ 75 حادثاً، أي بمعدل حادث لكل 5 ملايين رحلة وأن عدد الحوادث المميتة في الطيران عام 2012 بلغت 15 حادثاً، بنسبة 20% من العدد الكلي للحوادث، وقد نتج عنها 414 حالة وفاة بمعدل وفاة لكل 7،26 مليون مسافر، وهو ما يعني أن أي شخص يسافر بشكل يومي بالطائرة، يحتاج إلى 30 ألف سنة ليصادف حادث طائرة مميتاً .
وأضاف محمد الخاجة “تفيد البيانات أن 10% من أسباب الحوادث الجوية، لأسباب ذات علاقة بالتقنية، بينما 90% من الأسباب تتوزع على أسباب بين الأخطاء البشرية، وعدم الصيانة، والتهاون في تجهيز الطائرة وعوامل ذات علاقة بعوامل طبيعية وبيئية” .
وقال إن مخاطر السلامة على الطائرات متعددة، فنحو 28% من حوادث الطائرات في 2012 ترجع إلى انزلاق طائرات، كما من بين المخاطر دخول الطيور إلى المحركات، أو اصطدامها بأجسام الطائرات، لافتاً إلى أن هذا النوع من المخاطر يمثل حالة واحدة كل مليار ساعة طيران، مشيراً إلى أن طيران الإمارات تعرضت لنحو 23 حالة مخاطر طيور محدودة .
وقال محمد الخاجة الذي يعد أحد مؤسسي طيران الإمارات إن أكثر حوادث قطاع الطيران تأتي بسبب انزلاق الطائرات، مشيرا إلى أن أسوأ حادث في 2012 وقع في 3 يونيو/حزيران بانزلاق طائرة إفريقية في مطار لاجوس بنيجريا، ونجم عنها وفاة 153 حالة وفاة، مشيراً إلى أن القارة الإفريقية، هي أسوأ قارات العالم في حوادث الطيران، بالرغم من أنها تمثل 3% فقط من رحلات الطيران عالمياً .
وقال إنه وفقاً لإحصاءات وزارة الداخلية فإن عدد حالات الوفاة بحوادث المرور في الإمارات بلغ 628 حالة، أي ما يعادل مرة ونصف وفيات الطيرات عالمياً، وفي دبي بلغت وفيات حوادث المرور 120 حالة، أي نحو 30% من وفيات الطيران عالمياً .
وأوضح المحاضر أن مرحلة الهبوط أو الإقلاع تعدّ من أكثر مراحل التحليق بالطائرة صعوبة وتدخل عدة عوامل في إنجاح أو إفشال تلك العملية وأهمها طول مدرج الهبوط ونوعية أرضيته وسوء الأحوال الجوية وخبرة ومعرفة الطيار بمطار الهبوط .
وأشار الخاجة إلى أنه من بين مخاطر السلامة على الطائرات الصعق، ولهذا فإن جميع الطائرات مجهزة بأنظمة إلكترونية ومجهزة ضد الصواعق، كما تمثل الثلوج أحد المخاطر، ولهذا لا يمكن السماح للطائرة بالطيران إلا بعد تنظيفها من الثلوج .
وأضاف أيضاً أن الحرائق في الكبائن والمخازن تشكل خطراً على الطائرات، وتم تحديث نظام جديد يقضي بتمكين قائد الطائرة من إطفاء الحرائق من قمرة القيادة، مشيراً إلى أن الرماد البركاني من بين مخاطر السلامة، إلى جانب الأخطاء البشرية .
وأشار الخاجة إلى أن المنظمات الدولية فرضت على شركات الطيران تركيب نظام إلكتروني لتجنب التصادم الدولي على كل طائرة، يبدأ عدد ركابها من 19 راكباً فما فوق، وذلك ضمن إجراءات مشددة لتوفير عناصر الأمن والسلامة على الطائرات .
وحول ما أسماه بالضجة الإعلامية لحوادث الطيران قال محمد الخاجة إن هناك آلاف من البشر يفقدون حياتهم في حوادث الطرق ووسائل النقل الآخرى خلال 24 ساعة بأنحاء العالم، ولكن لا يتم نشر أخبار تلك الحوادث بصفة يومية ووسائل الإعلام لا تهتم بذكرها، ولكن عندما تقع كارثة جوية في أي نقطة من العالم تتسارع شبكات التلفزة الفضائية ببث الخبر على نطاق واسع، لأن عدد الضحايا في حادث تحطم أي طائرة في آن واحد قد تقدر بالمئات ومن جنسيات مختلفة لذا الجميع يريد معرفة أخبار الحادثة، علماً بأن معظم الأخبار التي تبث في الساعات الأولى إما مبنية على أقوال شهود العيان أو الافتراضات بفضل التكنولجيا المتطورة للطائرات الحديثة .
وحول الصندوق الأسود قال الخاجة إنه يوجد في كل طائرة صندوقان أسودان يقعان في مؤخرة الطائرة الأول نظري والثاني رقمي، وهما متشابهان في المظهر الخارجي ولكن يختلفان في التركيب من الداخل ويسجلان ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها، حيث تفيد المعلومات المستخرجة بعد أي كارثة جوية وبشكل كبير في معرفة أسباب الحادث .
وأشار إلى أن لون الصندوق الأسود برتقالي لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة، ولكن سمي بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية ولوجود أسباب الكارثة غامضة حتى التحقيقات وقراءة المعلومات المهمة بداخله .
وقال إن الخبراء في مجال صناعة الطيران يتوقعون إضافة جهاز ثالث لمنظومة الصندوقين الأسودين، بحيث يتولى الجهاز الثالث التقاط شريط مصور “فيديو” لقمرة القيادة ولوحة الأجهزة الملاحية بها وذلك من خلال تركيب آلة تصوير رقمية في قمرة القيادة لإتاحة المجال للحكم على مدى تطابق ترددات الأجهزة مع الأوامر المعطاة ومع صحة استجابة الكمبيوترات والأجهزة الملاحية لها بالطائرات الحديثة حاليا بشكل عام وأن تكون إحدى الإجراءات الأمنية لمراقبة قمرة القيادة .
ومن جانبه قال محمد جعفر نائب الرئيس الأول للهندسة والصيانة بطيران الإمارات إن طيران الإمارات تتمتع بأعلى معايير السلامة، ففي حال تعرض طائرة لأي من مخاطر السلامة يتم فحصها قبل السماح لها بالإقلاع، لافتاً إلى حدوث تطور كبير في أنظمة السلامة على الطائرات .
وأوضح أن طائرة الايرباص إيه ،380 أكثر الطائرات التي تخضع للفحص والتدقيق، فقبل كل إقلاع يتم فحص هندسي للطارئة، وكل 24 ساعة يتم التدقيق والفحص لأجهزة الهبوط والإقلاع، وعلى الكبائن وأنظمة الترفيه، وكل 30 يوماً يتم صيانة شاملة، وكل 1500 ساعة طيران يتم إخضاع الطائرة لصيانة لمدة 24 ساعة، بينما كل 24 شهراً تخرج الطائرة من العمل لمدة 20 يوماً للفحص الرئيس، بينما يتم إجراء فحص شامل للمحرك كل 3 آلاف ساعة طيران .
وقدم الخاجة خلال المحاضرة شرحاً تاريخياً لنشأة الطيران في دولة الإمارات، من بداية إنشاء مطار الشارقة قبل 81 عاماً في صيف عام ،1932 وهبوط أول طائرة على أراضي الدولة، مروراً بتوقيع اتفاق بين دبي والحكومة البريطانية في عهد الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، لبناء مطار، وتنفيذ ذلك في ،1937 بمهبط برمائي، مروراً ببناء مطار في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وافتتاحه في 30 سبتمبر/أيلول ،1960 والتطورات المتلاحقة فيما بعد حتى مطار آل مكتوم .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}