بعد مرور عام على بدء عملياته التجارية يقدم ميناء خليفة خدماته لنحو 17 من خطوط الشحن العالمية وأكثر من 18 خدمة مباشرة مع الاتصال بأكثر من 40 ميناء إقليمياً وعالمياً، بحسب الكابتن محمد الشامسي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أبوظبي للموانئ.
وقال الشامسي «خلال عام واحد فقط، برز ميناء خليفة الذي تم تشييده على مساحة من الأراضي المستصلحة تمتد أربعة كيلومترات في مياه البحر، ليتحول إلى ميناء رئيسي يقوم بدور محوري في الملاحة البحرية الإقليمية والدولية».
وأضاف، تحتفل شركة أبوظبي للموانئ، المطور الرئيسي للموانئ التجارية والمناطق الصناعية في أبوظبي، وشركة مرافئ أبوظبي، المشغل لارصفة الحاويات اليوم 1 سبتمبر 2013، بمناسبة مرور عام كامل على انطلاق العمليات التشغيلية التجارية في ميناء خليفة، أحدث موانئها واكبرها في أبوظبي.
ويعتبر ميناء خليفة الذي تملكه وتديره شركة أبوظبي للموانئ، أول ميناء شبه آلي في منطقة الشرق الأوسط، وتديره شركة مرافئ أبوظبي العمليات التشغيلية في ارصفة الحاويات الذي يتمتع بأحدث الأنظمة التقنية التي تضاهي أرقى المستويات العالمية.
وأشار الشامسي إلى أن ميناء خليفة الذي تم إنجازه قبل الوقت المحدد بحسب خطة التسليم وبتوفير في الميزانية المخصصة، باشر تشغيل عملياته التجارية رسمياً في الأول من سبتمبر عام 2012، وتفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، بافتتاح الميناء رسميا في 12 ديسمبر 2012.
وشُيّد ميناء خليفة ليكون قادراً على استيعاب كامل حركة الحاويات التي كانت تتم في ميناء زايد ورافداً أساسياً لمدينة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد» المجاورة، حيث يسهم بدور فعال في شحن البضائع الواردة والمنتجات الصادرة من كيزاد، تقريباً للمسافة وتسهيلاً للحركة التجارية في الإمارة.
وكان ميناء زايد الذي أنشئ عام 1972 يقوم بدوره بكفاءة حتى بلغ طاقته الاستيعابية القصوى عام 2011 ومنذ العام 2005 وبسبب بروز الحاجة الملحة لإنشاء ميناء جديد قادرٍ على استيعاب حركة الشحن البحري المتنامية في إمارة أبوظبي وضمن مخطط استراتيجي يوفر مساحات كافية تلبي متطلبات النمو مستقبلاً ضمن مؤشرات مؤكدة على انتعاش حركة الشحن البحري باشرت حكومة أبوظبي باجراء الدراسات الاولية لإنشاء ميناء جديد يساعد على تحقيق التطلعات الاقتصادية للإمارة.
وبدأت عمليات نقل حركة الحاويات بالكامل من ميناء زايد إلى ميناء خليفة الجديد واستُكملت قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر، الأمر الذي مكّن ميناء زايد من التركيز على مناولة البضائع السائبة والبضائع العامة وعمليات الشحن بالدحرجة «رورو»، ما أتاح كذلك توفير مساحات كافية للتوسع أسهمت بدورها في تمكين شركة أبوظبي للموانئ من تطوير محطة السفن السياحية القائمة في الميناء ووضع الخطط الكفيلة بتحويل ميناء زايد إلى وجهة سياحية تقصدها خطوط السياحة البحرية العالمية.
ويكتسب ميناء خليفة أهميته كبوابة تجارية لابوظبي، قادرة على استيعاب حركة الحاويات المتزايدة من وإلى الإمارة.
ويتمتع الميناء بغاطس يصل الى 16 متراً تكفي لاستقبال أكبر السفن التي تعبر المحيطات اليوم ويحتوي الميناء على ست من اكبر الرافعات الجسرية لمناولة الحاويات من السفن إلى الرصيف والتي تصنف من ضمن اكبر الرافعات في العالم، وكذلك يحتوي على 30 رافعة آلية لتكديس الحاويات، و20 ناقلة لتحريك الحاويات بين الرصيف ومنطقة التكديس.
وخلال عامٌ كاملٌ مضى، نمت خلاله حلقات الوصل بين ميناء خليفة وأكثر من 40 وجهة دولية وخطوط شحن عالمية في مراكز رئيسية في العالم، مثل سنغافورة، تانجونج بيليباس عبر مضيق ملقا؛ هونج كونج وشنزن في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ؛ ميناء بور سعيد في قناة السويس، والجزيرة الخضراء وطنجة عند مضيق جبل طارق، منافذ تقدم للعملاء وصولاً حقيقياً إلى الأسواق العالمية.
ويزخر العام الأول من العمليات التجارية في ميناء خليفة بالإنجازات، وخلال شهر يوليو تحديداً سجلت محطة الحاويات رقما قياسيا بمناولة 81 ألف حاوية نمطية وهو رقم شهري يسجل لأول مرة في تاريخ إمارة أبوظبي.
وخلال شهر يوليو أيضاً، سجلت أعلى إنتاجية للرافعات الحسرية حيث تمت مناولة 43,3 نقلة في الساعة أثناء تحميل وتفريغ الحاويات، إنجازات تضع المحطة في مصاف العشر الأوائل ضمن معدلات الإنتاجية العالمية لمحطات الحاويات.
ويكتسب ميناء خليفة الحديث ومدينة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد» المجاورة له أهميتهما ضمن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 حيث يهدف هذا المشروع العملاق إلى تنشيط حركة التجارة المحلية وربطها بالتجارة العالمية، وتطوير البنية التحتية الصناعية في الإمارة، مما يؤدي إلى خلق العديد من الفرص الوظيفية لأبناء الدولة ضمن هذا القطاع الحيوي. مع هذه الإنجازات وتحقيق الأهداف.
ويتوقع أن يسهم هذا المشروع برفد الناتج المحلي غير النفطي لإمارة أبوظبي بنحو 15٪ بحلول عام 2030.
ويوفر ميناء خليفة وكيزاد ضمن معطياتهما بنية متكاملة للنقل، وسهولة إقامة وممارسة الأعمال التجارية والنفاذ إلى الأسواق العالمية عبر حلقة وصل تربط بين الشرق والغرب على طرق التجارة العالمية.
وأشار الشامسي إلى أن ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد» يشكلان معاً واحداً من أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ إمارة أبوظبي.
وأكد العمل مع الشركاء على تطوير ميناء عالمي المستوى يعمل بالفعل على تنشيط التجارة، وتوفير الوصول المباشر إلى الأسواق العالمية، وخلق التنمية المستدامة لتوفير فرص العمل لمواطنينا في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق الأهداف الاقتصادية لحكومة ابوظبي من خلال رؤية 2030.
بدوره، قال مارتن فان دي ليندي، الرئيس التنفيذي لشركة مرافئ أبوظبي التي تدير وتشغل محطة الحاويات في ميناء خليفة «يرسي ميناء خليفة لبنة أساسية في بناء اقتصاد متنوع ويوفر للأعمال فرصاً أفضل على المنافسة في الأسواق العالمية».
يعمل ميناء خليفة في مرحلته الأولى بطاقة استيعابية تبلغ 2,5 مليون حاوية نمطية قياس 20 قدماً ويمكنه مناولة 12 مليون طن من البضائع السائبة. ويجري تطوير محطة الحاويات في ميناء خليفة على مراحل لزيادة قدرتها مع تزايد متطلبات السوق.
وباكتمال جميع التوسعات المخطط لها سيتمتع الميناء بطاقة استيعابية تبلغ 15 مليون حاوية نمطية و35 مليون طن من البضائع السائبة، مما يجعله واحداً من أكبر الموانئ في العالم.
وتأسست شركة أبوظبي للموانئ عام 2006 لتتولّى تطوير وإدارة الموانئ والمناطق الصناعية في إمارة أبوظبي، وتهدف إلى تحقيق التنوّع الاقتصادي في أبوظبي من خلال تطوير أساليب الخدمة النوعية للعملاء وتطبيق أفضل الممارسات من أجل تحفيز التجارة ودعم الاستثمار.
وتعمل الشركة على دعم مشاريع البنية التحتية وتأسيس الشركات الجديدة والمشاريع المشتركة في قطاعي الموانئ والمناطق الصناعية.
وبلغت الاستثمارات في المشروع الذي يضمّ ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية «كيزاد»نحو 26,5 مليار درهم (7,2 مليار دولار).
وبرز تصميم ميناء خليفة الملاصق لكيزاد، ليوفر للمستثمرين مرونة قصوى في إدارة الأعمال وليلبي متطلبات هذا القطاع الحيوي في دعم التنوّع الاقتصادي.
وتضم محفظة شركة أبوظبي للموانئ 11 ميناءً تجارياً ولوجيستياً ومجتمعياً وترفيهياً، وتتولّى تطوير مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد»، التي صممت لتكون واحدة من أكبر المناطق الصناعية في العالم، وتوفر الخدمات المتنوّعة للمستثمرين في قطاعات الخدمات اللوجيستية ومجالات التصنيع المختلفة ضمن بنائها الحديث وبنيتها المتطورة والمميزات التي توفرها التجمعات الصناعية التكاملية.
وتهدف «أبوظبي للموانئ» من خلال تطوير البنية التحتية للموانئ والمناطق الصناعية أن تقوم بدورها الرائد في تنمية الاقتصاد وتنوّعه والمساهمة في الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي بما يحقق الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}