الرئيس التنفيذي لـ"اتصالات" : الإمارات الأولى عالمياً في الألياف الضوئية للمنازل بنسبة انتشار 80%

أنجزت مؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” توصيل 80% من شبكة الألياف الضوئية الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي أنفقت على تطويرها ما يزيد على 19 مليار درهم حتى الآن .

وقال المهندس صالح عبدالله العبدولي الرئيس التنفيذي للمؤسسة إن “اتصالات” تواصل إنهاء المرحلة النهائية من توصيل الشبكة المتطورة حتى نهاية العام الجاري، كما أن خطة استكمال شبكة الجيل الرابع قد قاربت على الانتهاء بارتفاع نسبة التغطية إلى 85% من مناطق الدولة ومع استكمال خطة بناء المحطات الأرضية، حيث من المتوقع رفع عدد المحطات إلى ألفي محطة للجيل الرابع خلال الشهور القليلة المقبلة .

كشف العبدولي في حوار مع “الخليج” عن ارتفاع مشتركي خدمات الإنترنت عبر الهواتف المتحركة من اتصالات إلى ما يزيد على 2 .1 مليون مشترك، مشيراً إلى بدء توفير خدمات الحوسبة السحابية وهي الأفق الجديد لخدمات الإنترنت التي تخفض تكلفة الاتصال إلى أكثر من النصف في قطاع الأعمال والمؤسسات .

وألقى العبدولي الضوء على استكمال وتطوير عدد من الحلول ومنصات الأعمال التقنية التي سوف يتم الكشف عنها خلال فعاليات معرض جيتكس للتقنية ،2013 من شأنها المساهمة في خطوات التحول نحو الحكومة الذكية ضمن المبادرة التي أطلقها مجلس الوزارء خلال العام الجاري، هذه بعض ملامح وإنجازات الشركة وفي هذا الحوار تكمن التفاصيل:

* أعلنتم في وقت سابق عن احتلال الدولة المرتبة الأولى من حيث توصيل شبكة الألياف البصرية للمنازل، بنسبة انتشار بلغت 72%، فهل هذه النسبة مرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة؟  
-ارتفعت نسبة توصيلات الشبكة الجديدة إلى المنازل بالفعل خلال العام الجاري لتتجاوز حاجز ال 80% مع تسارع وتيرة الأداء لإنجاز الشبكة في وقت قياسي، ويعد ذلك إضافة واضحة لمعدل الانتشار السابق البالغ 72% الذي تصدرت به الإمارات دول العالم على صعيد نسبة النفاذ على المستوى العالمي في توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل، ويأتي هذا الإنجاز العالمي نتيجة للاستثمار الكبير الذي وجهته “اتصالات” في مشاريع شبكة الألياف الضوئية، حيث تجاوز حجم الاستثمارات لهذه الشبكة ال 19 مليار درهم حتى الآن .

وتخطت الإمارات بذلك النسب التي حققتها دول أمريكا وأوروبا وآسيا، حيث احتلت الصدارة العالمية وبفارق كبير نسبياً عن كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا .

* ما الدور الذي تقوم به اتصالات في تنفيذ مبادرة رئيس مجلس الوزراء للتحول نحو الحكومة الذكية في الإمارات؟
- باعتبار “اتصالات” المشغل الأول والأكبر لقطاع الاتصالات في الدولة والمنطقة فهي تتطلع للقيام بدور كبير من خلال التعاون مع كل الجهات ذات الصلة من وزارات وجهات حكومية، اعتماداً على ما أرسته من بنية تحتية متطورة لقطاع الاتصالات قادرة على ربط كل مرافق الدولة ومؤسساتها إضافة للمنازل بشبكات ذات سرعة عالية قادرة على تحمل التدفق المعلوماتي بكثافة وفاعلية ما يجعل من مبادرة الحكومة الذكية حقيقة واقعة في زمن قياسي .

وتعمل اتصالات استناداً إلى ذلك على تطوير منصات العمل اللازمة لتطبيقات الهواتف المتحركة والأجهزة المتوافقة للحكومة الذكية، كما أن الحلول الأمنية وحلول الحوسبة والبنية التحتية التي نمتلكها تسمح للجهات الحكومية بتطوير تطبيقاتها بشكلٍ أكثر فعالية وكفاءة لتقديم أفضل الخدمات، ومن المنتظر أن تعلن بشكل مفصل عن تلك المنصات والحلول المتطورة خلال الدورة الحالية من معرض جيتكس 2013 .

* أين تقف “اتصالات” اليوم على صعيد خدمات الجيل الرابع؟ ما جهودكم وخطواتكم المستقبلية في تطوير الشبكة؟
- تواصل اتصالات خطواتها المسرعة لإنجاز شبكة الجيل الرابع الخاصة بها التي تضعها في موقع منفرد على الصيعد الإقليمي، ومع تلك الخطوات المسرعة قاربت خطة الإنجاز على الانتهاء، حيث باتت الشبكة تغطي نسبة 85% من المساحة المأهولة بالسكان، وعليه أصبحت “اتصالات” أول مشغل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينجز بنجاح اختبارات الصوت عبر شبكة الجيل الرابع .

كما اجتازت بنجاح خدمات اتصال صوتي سلسلة عند الانتقال بين شبكة الجيل الرابع والثالث وبالعكس وتضمن هذه التقنيات وضوحاً عالياً للصوت وسرعة أكبر في تأسيس الاتصال ومستوى أفضل فيما يتعلق بخدمات البيانات والإنترنت .

كما وفرت السرعة الأعلى على مستوى العالم في الإنترنت المنزلي عبر شبكة الألياف الضوئية، حيث تم الوصول بنجاح إلى سرعة 300 ميغابت في الثانية، فيما توفر شبكة الجيل الرابع الحالية سرعات تصل إلى 150 ميغابت في الثانية .

مؤشرات مستقبلية

* ماذا عن مستقبل سوق تكنولوجيا الاتصال بين الأجهزة التي بدأت تتنشر بشكل واسع في سوق التقنية والاتصالات في الإمارات؟
- تقدر قيمة سوق هذه التكنولوجيا حالياً في الإمارات بنحو 200 مليون درهم، ولكن هذه القيمة مرشحة للازدياد بشكل كبير مع تبني المزيد من المؤسسات والشركات لحلول اتصال الأجهزة لتحقيق كفاءة أعلى وتوفير في التكاليف وأداء أمثل للعمليات التشغيلية . ويتوقع أن تصل قيمة سوق تكنولوجيا اتصال الأجهزة إلى 600 مليون درهم بحلول عام 2017 .

ومع إدراك أهمية تكنولوجيا الاتصال بين الأجهزة أو ما يسمى M2M قامت “اتصالات” بإطلاق مركز التحكم بالاتصال بين الأجهزة الذي يمكن المؤسسات والشركات من توظيف حلول الاتصال بين الأجهزة والآلات وإدارتها والتوسع في نطاق الخدمات المقدمة ضمن هذا القطاع .

وتسعى اتصالات من خلال الشراكات التي تعقدها مع مطوري الأجهزة والحلول لإيجاد منصة عمل مشتركة توفر خدمات شاملة ومتكاملة للمؤسسات العامة والخاصة في الإمارات، وتسهم في التحول نحو مستقبل يعتمد التقنيات الذكية على مختلف المستويات ابتداء بتقديم الخدمات عبر المؤسسات الحكومية ومروراً بخدمات الشركات وليس انتهاء بالخدمات الصحية .

* يحظى قطاع الأعمال وخاصة المؤسسات المتوسطة والصغيرة، باهتمام ملحوظ من قبل الجهات المعنية، كيف تدعم “اتصالات” قطاع الأعمال؟
- توجهت “اتصالات” لهذه المؤسسات بعروض مصممة لتلبية احتياجاتها، ولاسيما من خلال خدمات الجيل الرابع وأعلنت كذلك عن خطط جديدة خاصة بمشتركي الهاتف الثابت من قطاع المؤسسات والشركات التي تقدم المكالمات المحلية والمكالمات بين الإمارات مجاناً عبر الهاتف الثابت لجميع عملاء “اتصالات” من هذا القطاع .

كما أطلقت مجموعة من الباقات الجديدة المسبقة الدفع لعملاء قطاع المؤسسات والشركات، تساعدهم على تقليل حجم التكاليف والمصروفات عبر انتقاء الباقة التي تناسب احتياجات ومخصصات الموظفين المالية مقابل رسوم شهرية ثابتة .

وتضاف هذه الخدمات إلى محفظة “اتصالات” المتنوعة من الخدمات المدارة مثل إدارة الاتصال الآمن وإدارة أمن الشبكات والبريد الإلكتروني وإدارة بدالات الهواتف للمؤسسات وغيرها من الحلول التي تُعنى بمتطلبات المؤسسات والأعمال .

من جانب آخر أطلقت “اتصالات” خدمات الحوسبة السحابية لخدمات البنية التحتية السحابية المحتسبة على أساس الاستهلاك للمؤسسات والشركات في الإمارات، مما يقدم وفراً في التكاليف المتعلقة بأنظمة تقنية المعلومات بمقدار 60% إضافة إلى سرعة أكبر في تقديم مختلف الخدمات للعملاء بنسبة تصل إلى 90% .

ووفرنا خدمة إدارة الشبكات واسعة النطاق الدولية لتلبية احتياجات العملاء المتنامية من الشركات والمؤسسات التي تدير عمليات دولية من الإمارات التي تبحث عن حلول لإدارة البنية التحتية لشبكاتها الواقعة خارج الدولة .

الأسعار والعروض

* من الملاحظ تركيز اتصالات على خفض أسعار خدمات التجوال الدولي ما الجديد على هذا الصعيد؟
- قامت “اتصالات” مؤخراً بطرح عدد من العروض المميزة في مجال التجوال الدولي، حيث أتاحت لكل مشتركي خدمة الفاتورة الشهرية إمكانية التجوال دون الحاجة لدفع مبلغ تأمين أو الاشتراك في أي خدمات إضافية وذلك مع أكثر من 680 شريك تجوال في 190 دولة، كما طرحت باقات تجوال بأسعار مخفضة، إضافة إلى باقات تجوال البيانات التي تتيح للمشتركين ما يصل إلى خمسة أضعاف حجم البيانات المتاحة مقابل نصف السعر السابق عند التجوال مع أكثر من 140 مشغلاً من الشركاء المفضلين ل “اتصالات” في أكثر من 70 دولة .

كذلك أطلقت باقات جديدة لتجوال البيانات الدولي مخصصة لعملاء قطاع الأعمال، والتي تمكن المؤسسات من الاشتراك في باقة بيانات جماعية مخصصة لمجموعة شرائح أو في باقة بيانات منفردة لشريحة هاتف واحدة، بما يضمن تبسيط الاشتراك وتمكين الشركات من ضبط تكاليف التجوال الدولي وخفض نفقات الاتصالات .

* من الملاحظ تغير السياسة السعرية ل”اتصالات” خلال الفترة الأخيرة، مع الاتجاه نحو تخفيضات مباشرة على الخدمات الرئيسة، ما دوافع ذلك؟
- لاشك أن تطور المنافسة أسهم بشكل واضح في سعي “اتصالات” لتقديم صورة جديدة من الخدمات تلبي تطلعات العملاء في السوق المحلي، سواء تم ذلك من خلال تطوير خدمات حصرية أو تطوير باقات سعرية توفر بدائل أكثر عدداً ومرونة أمام المستهلكين، ولاشك أن اتصالات على صعيد ذلك تستفيد من خبرتها الخارجية في أسواق أكبر وأكثر منافسة من السوق المحلي، وأسهم ذلك في محافظة اتصالات على حصتها السوقية على الرغم من تنامي المنافسة مع المشغل الآخر .

وستواصل اتصالات خطتها في إعادة هيكلة الخدمات وتقديم الباقات والشرائح السعرية التي تستطيع الوصول من خلالها لكل شرائح المستهلكين في السوق المحلي، فالمنافسة دائماً يجب أن تكون حافزاً لتقديم الأفضل وأبداً تصب في مصلحة العملاء والمشتركين والقطاع بشكل عام .

* باتت خدمة البيانات تشكل عنصر المنافسة الأقوى على صعيد خدمات الهاتف المتحرك، كم عدد مشتركي تلك الخدمات من اتصالات في الوقت الحالي؟
- بالفعل أصبحت خدمة البيانات واحدة من المحاور الرئيسة لمبيعات الخدمات حالياً، خاصة مع انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ومن المتوقع أن تصل خدمات البيانات بنهاية عام 2013 إلى أكثر من 36% من إجمالي العائدات الدولية للهاتف المتحرك، بعد أن كانت تشكل 21% في عام 2008 .

وقد زاد عدد مستخدمي الإنترنت عبر شبكة المتحرك في “اتصالات” عن 2 .1 مليون مشترك، وستعمل على جذب المزيد من المشتركين من خلال العمل على إضافة مزايا جديدة للخدمات والحلول الذكية التي نقدمها خاصة مع تشبع السوق .

وقد أطلقت “اتصالات” العديد من العروض والخدمات الخاصة بخدمة البيانات وآخرها باقات جديدة لتجوال البيانات الدولي مخصصة لعملائها من قطاع الأعمال، التي تستهدف المسافرين من رجال الأعمال وموظفي الشركات في دولة الإمارات، ويقدم هذا العرض الجديد للشركات والمؤسسات خيارين مختلفين، حيث يمكنها الاشتراك في باقة بيانات جماعية مخصصة لمجموعة شرائح أو في باقة بيانات منفردة لشريحة هاتف واحدة، وتم تصميم الخيارين بما يضمن تبسيط الاشتراك وتمكين الشركات من ضبط تكاليف التجوال الدولي وخفض نفقات الاتصالات .

“إكسبو 2020”

قال العبدولي إن “اتصالات” هي شريك رئيس لحملة “إكسبو 2020” وينبع هذا الالتزام من كوننا مؤسسة وطنية تدعم المشاريع الوطنية وتسعى ليكون دورها المجتمعي رائداً بموازاة نجاحاتها في مجال الأعمال والاقتصاد، ونسعى مع كل الشركاء لإنجاح هذه الحملة وتحقيق الهدف المتمثل باستضافة المعرض الأهم عالمياً على أرض الإمارات .

ومما لا شك فيه فإن نجاح الإمارات في استضافة الحدث يعني جذب فرص كبيرة من مختلف أنحاء العالم وتدفق أعداد كبيرة من الزوار والضيوف تقدر بالملايين إضافة إلى الشركات والمؤسسات .

ويحتاج مثل هذا الحدث العملاق، بنية تحتية قادرة على تقديم أفضل خدمات الاتصال والمعلومات التي تحتاجها الأعداد الهائلة من المؤسسات والأشخاص المشاركة في الحدث، ولاشك أن البنية التحتية التي أرستها “اتصالات” التي تعمل باستمرار على تطويرها ستكون أرضاً صلبة لتحقيق هذه المتطلبات .

مدينة محمد بن راشد

أكد العبدولي أن اتصالات أبدت استعداداً ورغبة في المشاركة والإسهام في إرساء وبناء البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في مدينة محمد بن راشد الجديدة، وقال نحن مستعدون لتسخير كل إمكانات المؤسسة التشغيلية وطاقاتها البشرية لإنشاء واحدة من أحدث شبكات الاتصالات وتقنية المعلومات على المستوى العالمي، مستفيدين بما لدى المؤسسة من الخبرات الكافية والتجارب السابقة التي تسهم في إنجاز هذا الصرح المتطور، وأضاف: نحن في اتصالات نؤمن بأهمية وجود بنية تكنولوجية متطورة في هذه المدينة، إذ إن من شأن ذلك دعم باقي القطاعات الأخرى، إذ تعتمد معظم القطاعات على الاتصالات وتقنية المعلومات في تقديم خدماتها .

فرص النمو

لفت العبدولي إلى أن قطاع الاتصالات في دولة الإمارات يحمل تجربة فريدة من حيث معدلات الإشغال والانتشار، حيث وصلت معدلات النفاذ إلى أرقام قياسية تخطت حاجز ال 180%، وقد أصبحت الإمارات الأولى عالمياً في نسبة انتشار الهواتف الذكية بنسبة 8 .73% من الهواتف المتحركة .

هذا المعدل المرتفع يعطى الفرصة للنمو الرأسي أو التراكمي من ناحية معدلات الاستخدام ومن حيث عدد الدقائق أو حركة نقل البيانات عبر الموبايل والخدمات الجديدة لتقنيات الجيل الثالث المتطور والجيل الرابع وتطبيقاته الذي برعت فيه المؤسسة وانشأت لأجله الشبكة الأكثر تطورا وجاهزية ليس على مستوى الدولة فحسب وإنما على مستوى المنطقة كلها .

التوطين والتوظيف

حققت “اتصالات” نتائج إيجابية لافتة في مجال سياسة التوطين، إذ تعد “اتصالات” أكبر مؤسسة وطنية توفيراً للوظائف لمواطني الدولة، حيث يتم توظيف وتأهيل عدد كبير من المواطنين سنوياً، حتى بلغت نسبة التوطين 43% من إجمالي عدد الموظفين وبعدد يتجاوز ال 2700 مواطن .

وفضلاً عن ذلك تعد “اتصالات” شريكاً في مبادرة “أبشر” لدعم وتمكين مساهمة الكوادر الوطنية في سوق العمل وأعلنت عن التزامها بزيادة نسبة المواطنين العاملين في المؤسسة لتصل إلى 45% في عام 2015 إلى جانب تدريب وتأهيل 1000 مواطن في مختلف التخصصات وعبر برامجها التدريبية المختلفة، كما اعلنت “اتصالات” عن إطلاق مركز “كوادر” للتوطين ليكون ذراعاً لتدريب وتأهيل المواطنين من خلال أكاديمية “اتصالات”، حيث ستنضوي تحت مظلة “كوادر” جميع البرامج التدريبية وحلول التطوير المصممة خصيصاً لمواطني الدولة من كل القطاعات .