قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب إن أرباح البنك نمت بنسبة 35 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، من دون الأرباح غير التشغيلية التي حققها البنك في هذه الفترة من العام الماضي من إعادة تقييم مساهمته في بنك بوبيان.
وأوضح دبدوب في مقابلة مع الزميلة نجوى عسران على قناة «سي إن بي سي عربية» أمس أن «الوطني» كان قد حقق نحو 81 مليون دينار ربحاً غير متكرر من إعادة تقييم حصته في بنك بوبيان، ومن دونها يكون نمو الأرباح قوياً، مفسراً بجملة عوامل، منها بداية حركة المشاريع وضبط تكلفة الأموال.
وأشار دبدوب إلى أن «هناك بداية حركة في السوق، وقد بدأت بالفعل ترسية بعض المشاريع، وكما هو معروف فإن الإنفاق العام أساسي لأي نشاط اقتصادي بالكويت». وأضاف «أما كيف حققنا هذا النمو في الأرباح، فخطتنا كانت أن نؤكد على التحكم بتكلفة الأموال حتى يكون العائد جيّداً».
وعن التوسعات الخارجية، قال دبدوب «إن استراتيجيتنا من السبعينات حتى العام 1990 كانت تركّز على التوسع الدولي، وبعد التحرير صار التركيز على التوسع في المنطقة، خصوصاً في الخليج، وهذا هو تركيزنا حالياً، من دبي وأبوظبي إلى السعودية والبحرين». واستدرك «تركيزنا في التوسع حالياً ليس على المشرق العربي، مثل لبنان وسورية والأردن. أما في العراق، فعندنا بنك، وهناك حديث عن نمو نأمل أن يتحقق، لكن لا بد من أن يكون هناك هدوء أكثر ونمو أكثر».
وعن التوسع في السوق المصري، قال دبدوب «نحن دخلنا بقوة إلى مصر واشترينا بنكاً هناك، وحين نفكّر بالتوسع فإننا لا نفكّر لسنة أو سنتين، بل لعشرين أو 30 سنة مقبلة، ومصر دولة الـ85 مليون نسمة، وستظل أكبر بلد عربي والقاطرة التي تجر الاقتصادات العربية الأخرى، لذلك لا بد من أن نصبر لتمر هذه المرحلة، ولا بد أن تعود مصر مهما حصل».
وذكّر دبدوب باقتراحه إطلاق خطة مارشال عربية لمصر. وأشار إلى أنه كتب مقالاً في العام 2011 بعنوان «لا غنى عن دعم مصر»، لأنها «أم البلاد العربية، وهي الأساس والأكبر حجماً، وإذا حصل فيها كساد او انخفاض في التنمية فإن جميع الدول العربية ستتأثر».
ورأى أن من واجب الدول الخليجية الغنية دعم مصر في اتجاهين:
- الأول (على طريقة) صندوق النقد الدولي، بتقديم أموال سريعة طارئة لتغطية العجز في الميزانية، حتى من دون وجود خطة.
- والثاني، (على طريقة) البنك الدولي، بتمويل مشاريع تنموية لها خطة معينة لتنمية الاقتصاد.
وأشار إلى أن الجانبين من جوانب الدعم باتا متوافرين، «فهناك أموال طارئة قُدّمت، وهناك تمويل للمشاريع لدعم التنمية».
ورداً على سؤال عن أزمة الدين الأميركية، والآراء التي عرضها خلال مشاركته في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن قبل أسبوعين، قال دبدوب «تحدثت عن تقليص أمركة العالم هناك لنرفع الصوت حينها ونوصل الرسالة للأميركيين بأننا منزعجون».
وأوضح أن «الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، يعادل 25 في المئة من الاقتصاد العالمي، والدولار هو العملة العالمية الوحيدة، التي لا بديل لها للتعامل بين الصين واليابان مثلاً. ولذلك فإن أي تأثير داخلي على الاقتصاد الأميركي، سيطول العالم كله».
وانتقد الخلافات بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري حول الميزانية، وقال «الحزبان يدخلان في أمور سخيفة لتحقيق مكاسب ضد بعضهما، وهذا لا يصح لان مسؤوليتهما كبيرة تجاه العالم»، مضيفاً «لذلك دعوت في واشنطن للتخفيف من أمركة العالم، بمعنى أن يبدأ العالم بالانفصال عن أميركا، لكن الكلام سهل والتنفيذ صعب، فالسؤال هنا: ما البديل؟».
وتابع «الصين هي الدولة الوحيدة المؤهلة من حيث حجم اقتصادها لتشكل بديلاً، لكنها مازالت بعيدة، لأنها مازالت دولة مقفلة من حيث الاقتصاد والعملة واللغة والعقلية. وأوروبا جرّبت أن تُنشئ وحدة، لكنها فشلت، لأنه لا يصح الاتحاد النقدي من دون اتحاد سياسي ومالي».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}