في الصيف الماضي، رغب أحد صناديق التحوط الكبرى في الرهان على قرب انهيار أسعار الخشب، وأرجع ذلك إلى المخزونات الزائدة الناتجة عن اضطراب حركة النقل جراء الاضطرابات في قطاع السكك الحديدية، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".
لكن قبل تحديد رهانه الأخير على انخفاض أسعار أسهم الشركات، سعى المسؤولون التنفيذيون للتأكد من رؤيتهم عبر استئجار طائرات "درون" لتحلق فوق مصانع الخشب، وحينها وجدوا الأخشاب تتراكم في كل مكان، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة.
لقد أتى الرهان أكله بكل سهولة، عندما تبين في وقت لاحق للجميع أن السوق مغمور بالخشب، مما تسبب في انهيار أسعار السلعة وأسهم الشركات التي تتاجر فيها، وهي تجربة تعطي مثالًا واضحا على كيفية توظيف صناديق التحوط للبيانات البديلة في كسب أفضلية على بعضها البعض.
تكلفة الإبداع والتفرد
- إلى جانب عناصر القياس القديمة مثل المؤشرات الاقتصادية العامة وتقارير الأرباح والمستندات المقدمة لهيئة البورصات والأوراق المالية، باتت الصناديق أكثر اعتمادًا على الدرون وصور الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت لجمع البيانات في الوقت الفعلي.
- الهدف هو زيادة دقة تحركاتها ورهاناتها، والأهم من ذلك، جعل هذه الرهانات فريدة من نوعها أكثر من تلك التي تجريها الصناديق المنافسة، فتمامًا مثل المطاعم، أصبحت صناديق التحوط تحت ضغط البحث الدؤوب عن أطباق ومكونات مميزة.
- يقول "ماكس وولف" المسؤول التنفيذي السابق لأحد صناديق التحوط والعضو المنتدب لشركة "مالتي فاريتي" الاستشارية التي تعتمد على البيانات: يفكر الجميع في البيانات البديلة الآن باعتبارها أرضًا خصبة للاستثمار، إنها طريقة للحصول على الأفضلية.
- هذه الأفضلية قد تكون غالية الثمن، ووفقًا لأحد الأشخاص المطلعين فإن صندوق التحوط المهتم بأسعار الأخشاب في المثال السابق، أنفق عشرات الملايين من الدولارات على البيانات البديلة سنويًا.
- من جانبه يقول "كين هاينز" رئيس "هيدج فاند ريسيرش" وهي شركة للأبحاث المتعلقة بصناديق التحوط: إنهم يبحثون عن طريقة لصقل أطروحتهم الاستثمارية، وهو أمر لا يقدره جميع المتداولين أو الشركات الأخرى.
- استخدام البيانات البديلة لا يهدف إلى جمع معلومات سرية، وبدلًا من ذلك، تركز الاستراتيجية على جمع المعلومات المتاحة للجمهور واستخدامها بطريقة إبداعية، وهنا تكمن الميزة التنافسية.
الأقمار الصناعية وتجاوز الإدارات
- يمكن للمستثمرين استخدام الأقمار الصناعية أيضًا لتحديد الرهانات المحتملة، فعلى سبيل المثال، غالبًا ما تكون شركات الطاقة مهتمة بأشياء مثل مدى الأضرار التي لحقت بالمصافي بعد الأعاصير والتقدم المحرز في بناء خطوط أنابيب النفط، لكن يصعب عادة الاطلاع على التفاصيل الوافية لهذه الأمور.
- دور آخر لاستخدام صور الأقمار الصناعية هو معرفة مدى تكدس السيارات في المواقف التابعة لمتاجر التجزئة الكبرى، فالمواقف الفارغة تشير إلى ضعف الطلب في المتجر، مما يعطي سببًا لبيع الأسهم.
- أهم مزايا البيانات البديلة أنها تتيح الوصول إلى المعلومات المنشورة علانية عبر الويب، ومثلًا توفر منصة "ثينك نام" للمستثمرين وصناديق التحوط إمكانية تمشيط الإنترنت للوصول إلى بيانات مئات الآلاف من الشركات العامة والخاصة في جميع أنحاء العالم.
- على سبيل المثال، تتعقب المنصة مخزون السيارات المنشور عبر الإنترنت بواسطة "كار ماكس" و"كارفانا"، وتوفر هذه البيانات رؤى قيمة حول الأرباح المتوقعة لتلك الشركات بالإضافة إلى الطلب على السيارات التي تنتجها كبرى الشركات.
- يقول المؤسس لـ"ثينك نام"، "جوستين تشن": يمكنك الانتظار حتى تعلن الشركات عن أرباحها وسيعرف العالم بأسره كيف كان الأداء، أو يمكنك معرفة ذلك قبل شهرين من الموعد والحصول على الأفضلية بين أقرانك.
- تجمع "ثينك نام" البيانات التي يمكن لأي شخص رؤيتها عبر الإنترنت، لكنها تستخدم تقنيات لفك تشفير البيانات أسرع من أي إنسان لتوفير أدلة حول التوجهات المقبلة التي لم تعلن عنها الشركة بعد.
- مثلًا لو أن شركة أدوية تقوم بتعيين موظفين جدد في قسم المبيعات، قد يعني ذلك موافقة وشيكة من إدارة الغذاء والدواء على إصدار عقار جديد، إنها وسيلة للمستثمرين للتجسس تقريبًا على إدارات الشركات كما يقول "تشن".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}