يحقق المدعي العام بمدينة نيويورك اليوم في قضية ضد "إكسون موبيل" تتعلق بتضليل شركة الطاقة مساهميها وخداع الرأي العام بشأن مخاطر التغيرات المناخية.
وتعد هذه القضية واحدة من عدة قضايا تواجهها "إكسون موبيل" (XOM) بسبب أعمالها في الاستكشاف والتنقيب عن الوقود الأحفوري وضعف التنافس في التحول نحو مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية توربينات الرياح.
تضليل الرأي العام
- يقول مراقبون إنه من السهل والأرخص تكلفة بالنسبة لـ"إكسون موبيل" المضي قدماً في إنتاج الوقود الأحفوري دون النظر إلى مخاطر التلوث البيئي في الوقت الحالي، لكن الأضرار الحقيقية سواء أكانت حاضراً أو مستقبلاً لا تؤخذ في الاعتبار عند حساب مدى الدمار الذي يلحق بالعالم فضلاً عن الخسائر المالية ومعاناة البشر من ارتفاع درجات الحرارة.
- تشير دراسة حديثة إلى أن كبرى شركات الطاقة في العالم مسؤولة عن 35% من انبعاثات الكربون منذ عام 1965، وفي المراتب المقدمة، توجد "إكسون موبيل" بما عرف عنها منذ عقود من أنشطة ضارة بالبيئة وخداع للعامة على غرار شركات السجائر التي تعلم بخطورة التدخين وتنكر ذلك في نفس الوقت.
- تقول القضية أمام المدعي العام بنيويورك إن "إكسون موبيل" علمت علم اليقين بمخاطر انبعاثات الكربون على البيئة منذ السبعينيات، وقدرت عام 1982 مدى الأضرار التي ستسببها هذه الانبعاثات من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً وزيادة مستويات البحار والمحيطات.
- ليس هذا فقط، بل إنها علمت بظواهر تغيرات مناخية من تساقط غزير للأمطار والثلوج في مناطق وارتفاع شديد لدرجات الحرارة والرطوبة في مناطق أخرى بالإضافة إلى تآكل الغابات والمساحات الزراعية.
- بدلا من تحذير الرأي العام العالمي، أنفقت الشركة الأمريكية أكثر من 30 مليون دولار على مؤسسات وجهات بيئية وبحثية لإرباك الكثيرين بشأن التغيرات المناخية، ولا يزال هذا الخداع مستمراً حتى اليوم.
سنمضي قدماً
- اعترفت "إكسون موبيل" على استحياء بمخاطر التغيرات المناخية وكشفت عن خطط استثمارية في مجالات الطاقة المتجددة، لكن هذه الاستثمارات لا تزال منخفضة.
- كشفت الشركة عن خطط لزيادة إنتاجها من النفط بنسبة 25% بحلول عام 20225 في الوقت الذي يسعى فيه العالم لخفض انبعاثات الكربون لتتعالى الأصوات المطالبة بمواجهة مثل هذه الخطط.
- أفادت دراسات بأن تكلفة مواجهة المجتمعات الساحلية في أمريكا لارتفاع مستويات البحار سوف تتجاوز 400 مليار دولار، ولا يشمل ذلك تكاليف أخرى ضخمة لمواجهة التغيرات المناخية الأخرى.
- على سبيل المثال، لا تزال مدن في بورتوريكو و"هيوستن" وفي الساحل الغربي الأمريكي تعاني من تداعيات شديدة من العواصف والأعاصير التي ربط البعض شدتها وآثارها بالتغيرات المناخية.
- دمرت هذه العواصف بلدات ومنازل وبنيات تحتية فضلاً عن وفاة وتشريد مئات الآلاف من المواطنين، ويمكن هنا تخيل مدى التكاليف الضخمة لدرء أو التعافي من تلك الكوارث.
- رغم ذلك، تمضي "إكسون موبيل" قدما في تنفيذ خططها الاستكشافية والإنتاجية لمصادر الوقود الأحفوري.
أبعاد القضية
- تعد نيويورك واحدة فقط من بين الجهات التي تقاضي "إكسون موبيل" بشكل خاص وصناعة الوقود الأحفوري بوجه عام حيث إن هناك شركات أخرى للطاقة تواجه دعاوى مماثلة.
- وقعت "إكسون موبيل" منذ سنوات تحت ضغوط من المدافعين عن البيئة متهمين إياها بالتشكيك في العلوم المناخية، وهذا من ضمن الاتهامات الموجهة للشركة.
- بداية من عام 2010، بدأت الشركة تعلن بيانات أنشطة بعينها للمستثمرين وبيانات أخرى خاصة بالجهات التنظيمية حيث إنها كانت تكشف عن عوائد ضخمة من استثماراتها وإنتاجها النفطي في "ألبرتا" وكندا وغير ذلك، لكنها تكشف عن عوائد متدنية من الاستثمار في الطاقة النظيفة.
- تواصل "إكسون موبيل" التعامل بهذا النمط، وهو ما تعتبره نيويورك في قضيتها جريمة واحتيالا على المستثمرين والرأي العام على حد سواء.
- نتيجة لذلك، ربما تخضع "إكسون موبيل" لقواعد تنظيمية مناخية للحد من مخاطر أنشطتها بالإضافة إلى تحمل أضرار فقدان ثقة المستثمرين في بياناتها.
- دخل وزير الخارجية الأمريكي السابق "ريكس تيلرسون" ضمن القضية نظرا لتوليه منصب المدير التنفيذي للشركة بين عامي 2006 و2017.
- رأت "إكسون موبيل" أن هذه الاتهامات ليس لها أساس وأنها ملفقة من جهات ذات مصالح خاصة سياسية وتنافسية، لكن هذه قضية نيويورك، ماذا عن قضايا أخرى في "رود آيلاند" و"ماساتشوستس" و"بالتيمور".
- حال خسارة "إكسون موبيل" هذه القضية وغيرها، سوف تتضرر سمعتها بشكل كبير بالإضافة إلى إمكانية تحمل نفقات وتعويضات وخسائر فادحة.
المصادر: نيويورك تايمز، سي بي إس نيوز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}