أسهمت التكنولوجيا في تعزيز ربحية صناعة النفط والغاز رغم الانخفاض بنسبة 50% في أسعار الخام على مدار السنوات الخمس الأخيرة حيث استعانت الشركات بمنصات تنقيب غير مأهولة وأنظمة مراقبة لمتابعة أي تسرب محتمل والسيطرة عليه سريعاً بالإضافة إلى قياس حجم الانبعاثات بالطائرات الآلية "الدرون" والأقمار الصناعية.
وهناك العديد من الوسائل التكنولوجية التي يجري تطبيقها في صناعة الطاقة من أجل تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية، ومع ذلك، تثار تساؤلات حول قدرة الرقمنة على معالجة التحدي الأكبر الذي تواجهه: ألا وهو "الإنتاج المستقبلي".
مستقبل غير مقلق
- في الوقت الذي ربما يشهد فيه العالم سبعة ملايين سيارة كهربائية على الطرق، ترى إدارة معلومات الطاقة أن عدد السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي سيصل إلى 2.4 مليار وحدة بحلول عام 2050.
- تقول الوكالة أيضا إن السفن والطائرات ستظل تعمل بالوقود الأحفوري في المستقبل القريب، ولا يوجد قلق من تراجع موارد النفط عالمياً، لكن ستوجد بعض القيود نتيجة توترات جيوسياسية.
- من غير المرجح أيضا انهيار الطلب العالمي على النفط، فإدارة معلومات الطاقة تتوقع استمرار الطلب عند 100 مليون برميل يومياً بحلول 2050 حتى مع التقدم في ثورة الطاقة المتجددة.
- هناك العديد من المناطق في انتظار استكشافها واستخراج المزيد من الثروات النفطية من باطنها في دول عدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأيضا في المناطق القطبية.
تحدي الإنتاج والرقمنة
- يكمن التحدي الأكبر لدى شركات النفط في احتمالات تقيد أنشطتها وعدم الوصول إلى كميات أكبر من الإنتاج النفطي، ومن هنا، ربما يكمن الحل في تعظيم ما تحت أيديها من موارد.
- حول العالم، لا تزال الكثير من الحقول تزخر بكميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي في حاجة للاستكشاف والإنتاج، ومن ثم، فإن الرقمنة هي الحل لتطوير تلك الحقول وزيادة حجم ما تنتجه من هيدروكربون.
- المشكلة في عدم تطوير هذه الحقول تكمن في التكلفة ومدى الجدوى الاقتصادية نظرا لأن نفقات استخراج بعض الكميات المبطنة ربما تفوق قيمة الخام الناتج.
- نتيجة لذلك، بدأ عديد من الشركات النفطية حول العالم في تبني حلول رقمية لخفض التكاليف عبر الابتكار والتكنولوجيا، ومن بين الوسائل التي تم اللجوء إليها "تحليل البيانات" و"الحوسبة السحابية" والروبوتات" و"الأتمتة" والصيانة المسبقة المبنية على توقعات حاسوبية وتعليم الآلات والذكاء الاصطناعي.
- تقول جهات بحثية إن عدد شركات النفط التي تستعين بالحلول الرقمية في تحسين أعمالها وخفض التكلفة سيتزايد بشكل كبير في المستقبل على الرغم من تباطؤ التحول الرقمي في صناعة الطاقة بوجه عام مقارنة بالصناعات الأخرى.
- أبرمت شركات نفطية شراكات واتفاقيات تعاون مع كيانات تكنولوجية كبرى من أجل مساعدتها على التحول الرقمي مثل "شيفرون" التي تتعاون مع شلمبرجيه" و"مايكروسوفت" في تطوير أنشطتها الخدمية.
- بناء على هذه الشراكة، تستعين "شيفرون" و"شلمبرجيه" بتكنولوجيا "مايكروسوفت" في تحليل البيانات لتعظيم فرص الاستكشاف والإنتاج وتطوير الحقول النفطية والحصول على نتائج أفضل.
- استعانت "شيفرون" و"إكسون موبيل" بشركات تكنولوجية في تطوير أعمالهما بالحوض البرمي بولاية "تكساس" لزيادة إنتاج النفط الصخري، وليست التقنيات المذكورة سلفاً فقط هي التي ستغير قواعد اللعبة في الصناعة، بل هناك أيضا "حوسبة الكم" وغيرها من التقنيات التي تظهر يوماً بعد يوم.
- في ضوء ذلك، ستسهم هذه الوسائل التكنولوجية بشكل كبير في تفوق شركة على غيرها بصناعة الطاقة، ما يعني تنافسية أشد وتحديات أكبر.
المصادر: فاينانشيال تايمز، أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}