- تُعَدُّ اقتصاديات الصحة فرعًا تطبيقيًّا من فروع علم الاقتصاد، يهدف إلى دراسة وتحليل النظم الصحية، واقتراح حلول مبتكرة لتحسين كفاءتها وعدالتها، وضمان سهولة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بأسعار معقولة للجميع.
- يسعى خبراء اقتصاد الصحة إلى فهم الدور الذي يلعبه مختلفُ أصحاب المصلحة في قطاع الرعاية الصحية، مثل مقدمي الخدمات الصحية والمرضى وشركات التأمين والجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية، في تحديد حجم الإنفاق على الرعاية الصحية.
- كما يَهتمُّ خبراء اقتصاد الصحة بتحليل العوامل التي تؤثر في النتائج الصحية، ويتساءلون عن كيفية تقييم قيمة الصحة، وما هي العوامل التي تؤثر فيها بالإضافة إلى الرعاية الصحية، وما الذي يحرك العرض والطلب على الخدمات الصحية، وكيف يتصرف مقدمو الرعاية الصحية والمرضى، وما هي الأساليب البديلة لإنتاج وتقديم الرعاية الصحية، وكيف يمكن تحسين التخطيط والمراقبة للرعاية الصحية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
مثال: اقتصاديات الصحة في العالم الحقيقي
- يرى أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد أن اقتصاديات الرعاية الصحية تتناول 6 مجالات رئيسية:
1- نمو الإنفاق.
2- دور المريض.
3- دور مقدم الرعاية الصحية.
4- تأثير المخاطر والتأمين.
5- تصميم الفوائد.
6- إصلاح نظام الدفع.
- لنأخذ مفهوم إصلاح نظام الدفع كمثال، حيث يمكن تعويض الأطباء بطرق مختلفة عن الأساليب التقليدية.
- ففي السنوات الأخيرة، ساهمت نماذج الرعاية القائمة على القيمة، مثل الدفع مقابل الخدمات، ونماذج الدفع القائمة على السكان، في توفير رعاية صحية أكثر عدالة.
- ويؤثر إصلاح نظام الدفع على مقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين والمرضى على حد سواء.
لماذا تعد اقتصاديات الصحة مهمة؟
- تكتسب اقتصاديات الصحة أهمية بالغة لتركيزها على دراسة الكيفية التي يؤثر بها السلوك الاقتصادي للأطراف المعنية والمستفيدين على جودة الرعاية الطبية وتكلفتها.
- وتشمل هذه الدراسة كيفية دفع الأفراد مقابل الرعاية، وكيفية إدارة مدفوعاتهم، وإمكانية إعادة هيكلة وتحسين أنظمة الرعاية الصحية على مستوى العالم. ومن خلال معالجة أي مشكلة نظامية من جذورها، يمكن منع ظهور المشكلات نفسها مرة أخرى.
- عند دراسة المسائل المذكورة أعلاه، يتناول خبراء اقتصاد الصحة قضايا عالمية من قبيل الهجرة والنزوح، والتغيرات المناخية، والأوبئة، وإتاحة اللقاحات، والاضطرابات، والسمنة، وغيرها.
- ويطبقون النظريات الاقتصادية لاطلاع القطاعين العام والخاص على الحلول الفعّالة من حيث التكلفة لتحقيق قدر من المساواة في الرعاية الصحية.
- فعلى سبيل المثال، قد يبحث خبير اقتصاد الصحة في أوجه التفاوت في جودة الرعاية الصحية. ويمكن أن تساعد دراسة اقتصاديات الصحة في تقييم متوسط تكلفة الرعاية الصحية والتأمين في منطقة ما.
- وتشمل الحلول المحتملة استخدام التقنيات الرقمية لتوفير الرعاية الصحية مباشرة من خلال الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المحمول.
- ويمكن لاقتصاديات الصحة أن تقدم رؤى تساعد في إيجاد حلول لبعض القضايا الأكثر إلحاحًا في العالم المحيطة بالرعاية الصحية والرفاهية.
ما الفئات المستفيدة من دراسة اقتصاديات الصحة؟
- إن فهم الكيفية التي تؤثر بها العوامل الاقتصادية والسلوكية على الصحة وقرارات الرعاية الصحية يمكن أن يفيد أي شخص مهتم بهذا المجال. ومع ذلك، هناك فئات معينة من الأفراد قد تستفيد بشكل خاص من دراسة اقتصاديات الصحة، وهم:
- مقدمو الخدمات الطبية: يمكن للأطباء والممرضات وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي الاستفادة من فهم اقتصاديات الصحة في تقييم العلاجات والتقنيات والخدمات الجديدة، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أفضل السبل لتقديم رعاية صحية قائمة على القيمة.
- المسؤولون في قطاع الرعاية الصحية: يتعامل المسؤولون مع مسائل مثل المدفوعات التأمينية المشتركة وإدارة الجوانب المالية لمقدمي الرعاية الصحية. إن اكتساب فهم متعمق لاقتصاديات الرعاية الصحية يمكن أن يوفر لهم السياق اللازم لاتخاذ قرارات فعالة عند التعامل مع شركات التأمين، وتبني تقنيات جديدة لتحسين إدارة المدفوعات.
- صناع السياسات ومسؤولو الصحة العامة: يستفيد المسؤولون عن وضع السياسات الصحية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية من فهم العلاقة الاقتصادية بين مختلف الجهات المعنية في قطاع الصحة وعامة الناس. يساعدهم ذلك على اتخاذ قرارات مستنيرة تهدف إلى تحسين الصحة العامة.
- قادة الأعمال: يجب على قادة الأعمال فهم مبادئ اقتصاديات الصحة لضمان توفير تغطية صحية جيدة لموظفيهم، وتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الموظفين والمساهمين والعملاء.
- وختامًا، تُشكِّل اقتصاديات الصحة حجر الزاوية لفهم كيفية تفاعل العوامل الاقتصادية والسلوكية مع الأنظمة الصحية على الصعيد العالمي.
- فمن خلال تحليل الكيفية التي تُوزَّع بها الموارد وتُحدَّد الأولويات داخل قطاع الرعاية الصحية، يُمكننا تحسين كفاءة الخدمات وجودتها على نحوٍ يتسم بالعدالة والاستدامة.
- ومع استمرار تطور تحديات الرعاية الصحية العالمية، يصبح من الضروري أن تُسهم دراسات اقتصاديات الصحة في تقديم حلول عملية وقائمة على أسس علمية واقتصادية راسخة، وذلك بهدف توفير رعاية صحية شاملة وفعّالة للجميع.
- ولا شكّ أن تكامل هذه الحلول مع الابتكارات التكنولوجية والأنظمة المتطورة يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، مما يُعزِّز من رفاهية المجتمعات ويُحقِّق قدرًا أكبر من المساواة في الوصول إلى الخدمات الصحية.
المصدر: كورسيرا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}