أصبحت أسواق الأسهم أكثر استرشادًا بما يحدث لأسعار النفط، إذ يبحث المتداولون باستمرار عن علامات للركود ومشاكل أخرى بناءً على تحركات هذه السلعة الرئيسية، وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية جرى تداول عقود النفط الخام والأسهم بشكل مترادف حيث حاكت مسارات الأسعار بعضها البعض، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن كلا السوقين يشعر بقلق متزايد إزاء نفس القضايا الرئيسية، مثل ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والنزاع التجاري المستمر بين واشنطن والصين، وعلامات تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
الهبوط الأخير
- في الواقع، يعتقد بعض المحللين الاستراتيجيين أن الأسهم هي من تتبع أسعار النفط، التي يعتبرها المستثمرون والمتداولون أحد المؤشرات لاقتراب الركود، حيث يرتبط النمو الاقتصادي ارتباطًا وثيقًا بالطلب على الوقود.
- خلال نهاية العام الماضي، أدى تراجع أسعار العقود الآجلة للنفط إلى تضخيم المخاوف من رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة في الولايات المتحدة، وكذلك من التوترات التجارية ووتيرة النمو العالمي.
- يقول "جوليان إيمانويل" كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم والمشتقات لدى "بي تي آي جي": لم تعد الأسهم مؤشرًا رئيسيًا كما جرت العادة وأصبحت تحاكي النفط الذي هبط بسرعة كبيرة جراء عدم اليقين الجيوسياسي.
- يشير "إيمانويل" إلى الهبوط الحاد للأسهم الأمريكية في السادس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، والذي جاء بعدما سجلت أسعار النفط خسائر كبيرة في الرابع والعشرين من الشهر ذاته.
- في المقابل، منذ تعافي أسعار النفط وارتفاعها بنحو 22%، قفز مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 10%، ويقول "إيمانويل" إن سعر النفط يُظهر ما إذا كان هناك ركود قادم في الطريق وهو ما ينعكس بعد ذلك على أداء الأسهم.
تبدد المخاوف
- يقول رئيس أبحاث السلع والمشتقات العالمية لدى مصرف "بنك أوف أمريكا ميريل لينش"، "فرانسيسكو بلانش" إنه من المرجح ارتفاع أسعار النفط خلال هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جهود السعودية في دعم السوق على جانب العرض عبر خفض كبير في إمداداتها.
- لكن هناك دعم آخر تلقاه السوق على جانب الطلب بعد تعليق رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" الذي جاء فيه، أن البنك المركزي الأمريكي سوف يتحلى بالصبر قبل رفع الفائدة مستقبلًا.
- يضيف "بلانش" في مذكرة بحثية أصدرها الجمعة الماضية: مع تحول سياسة الفيدرالي، نرى آفاقًا طيبة فيما يتعلق بالطلب على النفط، وبعبارة أخرى، نعتقد أن المخاوف إزاء الركود العالمي في أواخر العام الماضي، كانت مبالغًا فيها، كما نعتقد أن البنك المركزي الأمريكي يعمل بشكل استباقي لردع تباطؤ النمو العالمي.
- هناك مصدر آخر للخوف قد تلاشى، فبعد الهبوط الحاد لأسعار النفط، أثيرت مخاوف بشأن تخلف شركات الطاقة المُثقلة بالديون ذات العائد المرتفع عن سداد التزاماتها مع عدوى محتمل انتشارها في الأسواق جراء ذلك.
- قطاع الطاقة الأمريكي، لا سيما شركات التنقيب عن النفط الصخري، محمل بديون مرتفعة العائد أكثر من أي وقت مضى، لكن مع تعافي الأسعار، يساهم ذلك في تهدئة المخاوف، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على أداء سوق الأسهم.
الرهان على الارتفاع
- يقول المحلل ومقدم البرامج "جيم كرامر": في النهاية لا يمكنك فهم الاضطرابات الحادة في سوق الأسهم ما لم تدرك أنها تشهد بعض الآثار المترتبة على الخسائر في أسعار العقود الآجلة للنفط.
- مع انخفاض أسعار النفط، اضطر المتداولون إلى بيع الأسهم لتغطية مراكزهم في سوق السلع، وحينها حذر محللون من أن الموجة البيعية في سوق النفط قد تستمر لفترة أطول ومعها ستستمر خسائر سوق الأسهم بسبب الرهانات الكبيرة على صعود النفط مجددًا.
- في نهاية المطاف، كانت النتيجة؛ وصول سوق النفط إلى قاع هذا المسار في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول، عندما سجل خام "نايمكس" 42 دولارًا للبرميل، وتراجع خام "برنت" القياسي إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}